عهود آل شاكر -اقتباسات
“سفينة الاثرياء”
ضمت السفينة التايتنك على ظهرها نخبة من أثرياء إنجلترا وأمريكا وكان من ضمن هؤلاء الأثرياء بل أثراهم جميعا الكونيل جون جاكوب استور البالغ من العمر 47 عاما وهو حفيد عائلة استور الإنجليزية الشهيرة بتجارة الفراء وقد مثل جون بنشاطه التجاري الضخم امتدادا لهذه التجارة إلى جانب امتلاكه لعدد من الفنادق العالمية.
وفي هذه الفترة من الزمان كان استور هو موضع أحاديث كثيرة خاصة في المجتمع الإنجليزي بعد الفضيحة الكبيرة التي تعرض لها فقد طلقته زوجته وتزوج بعد ذلك من فتاة صغيرة من نيويورك في عمر أحفاده فكانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما! وخلال هذه الرحلة كان استور وزوجته الحامل_ مادلين_في طريقهما إلى نيويورك بعد رحلة شتوية قاما بها في مصر وأوروبا لكنهما اختصرا جزء من زيارتهما لأوروبا وقررا العودة سريعا للإقامة في أمريكا بعد حملة التشنيعات التي واجهها استور خلال إقامته في أوروبا.
كما ضمت نخبة الأثرياء بنجامين جاجينهيم سليل عائله جاجنهيم الإمريكية ذات النشاط التجاري الضخم في استخراج المعادن.
كما كان هناك الثري المعروف ازيدور ستروس وزوجتة وازيدور هو صاحب أكبر مجمع تجاري في العالم(ميكيز) وبجانب هذه المجموعة السابقة والتي تمثل أثرى أثرياء العالم كان هناك مجموعة أخرى من الأثرياء ولكن بدرجة اقل قليلا مثل الوجيه الأمثل ارثر ريرسون وجون ثاير مساعد رئيس هيئة السكك الحديدية بولاية بنسلفانياوتشارلز هايز رئيس مجموعة الشاحنات الكندية وهاري مولسن سليل إحدى العائلات الثرية بمونتريال والتي تعمل في مجال البنوك ومن ابرز طبقات المجتمع الإنجليزي كان هناك سيركوزمو وزوجته ليدي دوف جوردن وكوزمو هو أمير إنجليزي ينتمي للعائلة المالكة أما زوجته دوف فهي مصممة أزياء شهيرة وصاحبه أكبر مجلات للأزياء في فرنساوالولايات المتحدة.
جون جيكوب آستور الرابع مع زوجته في عام 1909 م وكان من أغنى الناس في السفينة، وقد مات في حادثة غرق سفينة التايتنيك عام 1912 م، مخلفاً ورائه زوجته مادلين آستور وكانت حاملاً بطفله .
” الذين تخلفوا عن السفر”
كان من الممكن أن تضم قائمة المسافرين على السفينة تايتانيك مجموعه أخرى من الأثرياء والشخصيات البارزة لولا تخلفهم عن السفر فقد تخلف عن السفر الثري المعروف ج.ب مورجان لسوء حالته الصحية وكما تخلف عن السفر فانديربلت وزوجته ومن عجب انهما تخلفا عن السفر في آخر لحظه قبل إبحار السفينة وبعد صعودهما بالفعل إلى السفينة هما وخادمهما الخاص.
“صور لمشاهير ورجال أعمال تخلفوا عن ركوب سفينة التايتانيك”
ثيودور دريزر كان روائي أمريكي وصحافي .
كما تخلف عن الرحلة لورد بيري رئيس شركة هارلاند اند ولف لبناء السفن في بلفاست والذي قام ببناء وتصميم السفينة تيتانيك لكنه تخلف عن الرحلة لظروف مرضية مفاجئه وحل محلة في الرحلة المدير التنفيذي للشركة. وأيضا ميلتون إس هيرشي (المؤسس لشركة هيرشي للشوكلاتة المشهورة في وقتنا الحالي) تخلف عن الرحلة بسبب أن زوجته كيتي كانت مريضة في ذلك الوقت. وضمت أيضا السفينة تيتانيك في درجتها الثالثة مجموعة من الطبقات المتوسطة والفقيرة في إنجلترا والذين استجمعوا كل ما لديهم من أموال للسفر على هذه السفينة العجيبة ليس فقط من اجل المتعة ولكن أيضا للبحث عن موطن أخر قد يتوفر فيه لهم مستوى أفضل من المعيشة مما يلقونه في موطنهم الأصلي.ولكن بطبيعة الحال كان وجود هؤلاء الفقراء شبه معزول عن طبقة الأثرياء التي سكنت في السفينة كما سكنت في المجتمع، الطبقة العليا بأجنحتها الممتدة الواسعة، بينما سكنت طبقة الفقراء الطبقة السفلى من السفينة بحجراتها الضيقة القريبة من الضوضاء والضجيج.
“عرب تايتانيك”
على متن سفينة “تايتانك” كان العشرات من المسافرين العرب، جزء كبير منهم لبنانيون وكان هناك من يحمل الجنسية المصرية واسمه “حمد حّساب” والذي تمكن من النجاة بحياته بعد أن ركب قارب النجاة رقم 3ن حيث تم اخلائها بالسفينة كارباثيا،[25] وأسماؤهم واردة في اللائحة الرسمية للركاب الذين لا يوجد إلى الآن تصنيف لهم بحسب الجنسيات، حتى ولو في “إنسكلوبيديا تايتنكا” وهي الأدق والأغنى بالمعلومات عن السفينة التي غرقت منذ 100 عام، ومنذ ذلك الوقت وركابها العرب منسيون في الأعماق وبالكاد يذكرهم العالم.
ولا نجد ما يشير إليهم إضافة للائحة الأسماء سوى لقطة في فلم “تايتانك” الشهير في 1997 لمخرجه الكندي جيمس كاميرون، وفيها نسمع “يللا يللا” تقولها أم بلهجة لبنانية وهي تستعجل ابنتها للفرار من السفينة حين بدأت تغرق.
ويرد زوجها مهدئا من روعها: “بس بس خلليني شوفلك” وهو مرتبك يقلب صفحات في ممر بالدرك الأسفل من “تايتانك” العملاقة، حيث تقبع الدرجة الثالثة. وفي الممر ظهروا وهم خائفون، بينهم الممثل ليوناردو دي كابريو، وهو يركض ممسكا بيد صديقته الممثلة في الفيلم كيت وينسلت.
كان الزوج المسكين يبحث في صفحات كتيّب يحتوي على بيانات “تايتانك” عن مخرج في الممر ليعبر منه هاربا مع عائلته، وبعد هذه اللقطة التي دامت 6 ثوان فقط من الفيلم الهوليوودي لم نعد نسمع أو نرى ما يذكرنا بعرب “تايتانك” المنسيين، فيما استمر العالم يتذكر ضحاياها الآخرين في كل مناسبة.[26] نجد في اللائحة الرسمية أن بعض الأسماء تمت “ترجمتها” كما يبدو، فمن كان اسمه يوسف أصبح في “تايتانك” جوزف، وبطرس أصبح بيتر، وهناك قتيل من مدينة طرابلس من عائلة “بدر” سموه Badt ولولا أن اسمه الأول محمد، لما انتبه للبنانيته أحد.
كما هناك آخر من الناجين اسمه ناصيف قاسم أبي المنى، سجلوا عائلته على أنها (Albimona) وهو من مصيف “شاناي” الشهير في لبنان.
وترتيب عرب “تايتانك” بين 28 جنسية، هو الخامس بعد البريطانيين (327) والأميركيين (306) والارلنديين (120) والسويديين (113) منهم مصري و81 لبناني (تقريبا) بينهم 20 امرأة و46 رجلا، أصغرهم عمره 16 وأكبرهم 45 وكان معهم 16 طفلا من 3 أشهر إلى 15 سنة، وأبحرت بهم السفينة يوم الأربعاء 10 أبريل/نيسان 1912 من ميناء “شيربورغ” الفرنسي وبعد 5 أيام ابتلعها الأطلسي فنجا منهم بين 30 و31 والباقي انتهى في الأعماق غريقا.
“لبناني كان يطبع كل شيء على تايتانك”
اللبناني الوحيد الذي كان على متن “تايتانك” من دون أن يكون من ركابها، كان في الحقيقة أحد أفراد طاقمها المكون من 899 شخصا، واسمه ابراهام منصور مشعلاني، وهو مولود في 1860 في لبنان وكان حاصلا على جنسيةبريطانية، ومسؤولا في السفينة عن قسم الطباعة، حيث يشرف على طباعة لوائح الطعام والبطاقات الشخصية لمن يرغب، وعلى نشرة كانت صحيفة يومية تنشر أخبار سفينةونشاطاتها يوما بيوم، وقضى مشعلاني غريقاً مع 1516 آخرين.[26]
يتبع…