عهود آل شاكر- اقتباسات
في “مغامرة تشارلز أغسطس ميلفرتون”، قرر هولمز أنه سيخطب إحدى النساء، تمهيدًا لإعلان زواجه منها، إلا أن هذا الزواج في الحقيقة كان مزيفًا بهدف الحصول على معلومات تساعده في حل القضية.
بالرغم من إبداء هولمز اهتمامًا مبدئيًا ببعض عميلاته من النساء، (مثل: فيوليت هنتر في “مغامرة أخشاب الزان النحاسية”، وفيوليت سميث في “مغامرة الدراج المنفرد”، وهيلين ستونر في “مغامرة الشريط المرقط”)، إلا أن واطسون كتب في “مغامرة أخشاب الزان النحاسية”: أن هولمز “لم يبد أي اهتمام إضافي بعميلاته خارج نطاق حل اللغز”. وصف واطسون هولمز بأنه “لديه نفور من النساء، لكنه يهتم بهن بطريقة خاصة”. وصفه واطسون في رواية “علامة الأربعة” بأنه “إنسان آلي، أو آلة حاسبة”، ويرد هولمز قائلًا: “إنه من المهم ألا تتأثر أحكامك بآرائك الشخصية وعواطفك، فالعميل بالنسبة لي مجرد ركن من أركان اللغز.
العاطفة تعيق التفكير المنطقي، أؤكد لك أن أكثر امرأة فاتنة رأيتها في حياتي شنقت لقتلها أولادها الثلاثة الصغار من أجل الحصول على أموال التأمين”،[31] وفي نفس الرواية يقول هولمز عن النساء: “ما كنت لأخبرهن الكثير، لا يمكنك أن تثق في النساء، فليست تلك أفضل صفاتهن”، وفي رواية “وادي الخوف” يقول هولمز: “لست من المعجبين بجنس النساء”. وبشكل عام، يمكن القول بأن الفائدة الوحيدة التي عادت على هولمز من النساء، هي القضايا التي يطلبن منه حلها. هذه الإشارات المختلفة إلى فقدان هولمز الاهتمام بإقامة علاقات مع النساء بشكل عام، والعميلات بشكل خاص، دفعت واطسون لأن يقول له أن “فيك شيئًا غير بشري في بعض الأحيان”. وقال أيضًا أنه وبالرغم من كرهه للعلاقة وارتيابه منها، إلا أنه -أي هولمز- خصم شهم.[32]
كتب كونان دويل إلى الدكتور جوزيف بيل قائلًا: “عندما يتعلق الأمر بالوقوع في الحب، فإن هولمز يفقد إنسانيته، ويتحول إلى مايشبه آلة تشارلز بابيج الحاسبة”.[33]
كتب واطسون في “مغامرة المحقق المحتضر” أن السيدة هدسن كانت مغرمة بهولمز على نحو خاص، بالرغم من سلوكه المزعج وغريب الأطوار بالنسبة لكونه مستأجِرًا، وذلك بسبب دماثة خلقه ولطفه البالغ في التعامل مع النساء.
“آيرين أدلر”
آيرين أدلر هي مغنية أوبرا أمريكية سابقة، وهي أبرز شخصية نسائية ظهرت في القصص والروايات، رغم أنها لم تظهر سوى مرة واحدة فقط، في قصة “فضيحة في بوهيميا”. آيرين هي المرأة الوحيدة التي شكلت تحديًا فكريًا لهولمز، وهي الشخص الوحيد الذي فاق هولمز ذكاء في معركة فكرية. في بداية القصة كتب واطسون عنها:
«بالنسبة لهولمز فهي دائمًا “المرأة”، نادرًا ماكان يشير إليها بأي اسم آخر. بالنسبة له فإنها تفوق كل بنات جنسها وتسودهن جميعًا. لا يمكنني القول أنه شعر بأي عاطفة حب تجاهها.. لكن بالنسبة له، فلم يكن هناك سوى امرأة واحدة فقط، واسمها آيرين أدلر.»
احتفظ هولمز بصورة فوتوغرافية لها كمقابل من ملك بوهيميا عن الدور الذي أداه في هذه القضية.
“الاستنتاج الهولمزي”
غلاف مسرحية “شرلوك هولمز” عام 1900م، كتبها كونان دويل، وأدى دور هولمز الممثل ويليام جيليت، حيث تضمنت المسرحية عبارة “أولًا، عزيزي واطسون” التي لم ترد في القصص
بشكل أساسي، استخدم هولمز أسلوب الاحتمال المنطقي – Abductive reasoning للوصول إلى استنتاجات.[34][
35]كتب هولمز: “من قطرة ماء واحدة، يمكن للشخص المنطقي أن يحدد ما إذا كان مصدرها المحيط الأطلنطي، أو شلالات نياجرا، دون أن ترى أو تسمع أيًا منهما”.[36] الاستنتاج الهولمزي يتكون بشكل أساسي من استنتاجات مبنية على الملاحظة، مثل دراسة أعقاب السجائر.[34][37][38] مبدأ أساسي آخر من مبادئ الاستنتاج الهولمزي هو إحدى مقولاته الشهيرة التي وردت في “علامة الأربعة” حيث يقول: “عندما تستبعد المستحيلات، فإن المتبقي -مهما كان مستبعدًا- هو الحقيقة”.
استخدم هولمز أسلوب الاستنتاج المنطقي – Deductive reasoning لمعرفة وظائف الناس، كما فعل مع رقيب البحرية المتقاعد في “دراسة في اللون القرمزي”، ومراقب طاولة البلياردو (الشخص الذي يقوم بمراقبة سير اللعبة وإحصاء نقاط اللاعبين) وضابط الصف بسلاح المدفعية في “مغامرة المترجم اليوناني”، ونجار السفن المغرم بلعب القمار في “مغامرة عصابة الرؤوس الحمراء”. وبدراسة الأشياء والأدوات، فإنه يستطيع الوصول لاستنتاج عن شخصية مالكيها، مثلما فعل مع ساعة جيب واطسون في “علامة الأربعة”، ومع قبعة،[39]وغليون،[40] وعصًا[41] في قصص أخرى.
لم يسعَ كونان دويل إلى إظهار هولمز بمظهر المعصوم من الخطأ دائمًا، ففي نهاية قصة “مغامرة الوجه الأصفر”[40] يقول هولمز محدثًا مؤرخه: “إن رأيتني يومًا واثقًا بكل مبالغ فيه من قدراتي، أو مبديًا اهتمامًا أقل مما ينبغي تجاه قضية ما، فقط اهمس في أذني قائلًا ‘نوربوري – Norbury’ وسأكون ممتنًا لك للأبد”.
“التنكر والتمويه”
أظهر هولمز قدرة عالية على التنكر و التمثيل، في عدد من الروايات و القصص كان هولمز قادرًا على استخدام التنكر ليساعده على جمع الأدلة. وفي هذه الحالات فإن تنكره يكون مقنعًا لدرجةٍ يصعب معها حتى على واطسون نفسه أن يكتشف أن الواقف أمامه هو هولمز متنكرًا، وقد كتب واطسون في ملاحظاته أن “خشبة المسرح فقدت ممثلًا جيدًا حين قرر هولمز أن يتخصص في تحقيقات الجرائم”[42] في إشارة منه إلى براعة هولمز في التمثيل. وقد تنكر هولمز في أشكال مختلفة عبر الروايات والقصص، ومنها:
بحار، في رواية “علامة الأربعة”.
شحاذ، في رواية “كلب آل باسكرفيل”.
سائس خيل، في قصة “فضيحة في بوهيميا”.
قسيس، في قصة “فضيحة في بوهيميا”.
مدمن أفيون، في “مغامرة الرجل ذو الشفة الملتوية”.
متبطل عادي، في “مغامرة إكليل العقيق”.
كاهن إيطالي عجوز، في “مغامرة المشكلة الأخيرة”.
بائع كتب، في “مغامرة المنزل الفارغ”.
سباك، في “مغامرة تشارلز أغسطس ميلفرتون”.
رجل محتضر، في “مغامرة المحقق المحتضر”.
يتبع….