محمد بن بلغيث الجلبي
يـقـيني بــأنَّ الـمـوت أمــرٌ مُـحـتَّمٌ
ولا بــد فــي يــوم الـى الله نـرجع
ولا بــد مــن بـعد الـممات جـميعنا
أمــــام إلــــه الـعـالـمـين سـنُـجـمع
هناك ستدنو الشمس فوق رؤوسنا
وفِـي مـنظرٍ مـن هـوله الكل يفزع
سـيحصي عـليك الله ما قد فعلته
سـيسألك الـرحمن مـا كـنت تـصنع
سـتحملك الأيدي وحولك قد بكى
بــنـوك وأحــبـابٌ أتـــوا لـيُـشـيِّعوا
وفِـي منظر يُدمي القلوب جميعها
ستبقى أيا مسكين في اللَّحد تقبع
وقـد ودّع الأحـبابُ والصَّمت لفَّهم
ويـدعـون بـالغفران والـعين تـدمع
ألا كــلّ شــئ أنــت عـنه مُـحاسبٌ
وأعـمـالـنا تُـحـصى عـلـينا وتُـرفـع
ومـا هـذه الـدُّنيا سـوى ظـل أيـكةٍ
بــهـا يـسـتـظلُّ الـمـرءُ ثــم يــودع
نـهـيـم بـدنـيـانا ونـنـسى مـصـيرنا
وغـايـتُنا ذا الـمال كـم مـنه نـجمع
ومــاهــو إلا فــتـنـة جـــاء ذِكـــره
ولـم يـكُ في يوم الحساب سينفع
فـــلا نفع في مـــال و لاجاه نـافع
سـوى رحـمة الرحمن عنك ستدفع
تــزوَّد بـتـقوى الله مـادمت راحـلاً
ومـا غـير عـفوٍ مـنك يـارب نـطمع