آلاء بادحيدوح
مخيفه هذه الحياة حد الجنون ، مريبةٌ رغم شدّة وضوحها ، مُميته رغم أنها حياة.
فيحدث أن يُـريبك ما كنت تُـوقن به ، وأن يُخِـلّ توازنك ما كان يثـبّتك ، وأن يُغرقـك ما كان طوق نجاتك.
كأن يُصبح المألوف غريب ، وكل غريب إعتيادي
كأن تُكسر نفسك و إن حاولت ترميمها
أن تقسى على روحك وإن لم تكن تقصد
أن تسكنك قسوة رغم حنانك
أن تطفئك خيبة رغم توهجك
أن يتخلّى الصديق ويسندك العدو
أن تشعر بالفراغ رغم امتلائك
أن تقتلك الوحده رغم الزحام
أن يؤلمك ما تريده ويميتك ما لا تريد
أن تزعجك الاضواء وتُبكيك الاصوات
أن تصبح الوجوه غير مألوفه والأصوات مستفزه
أن ترغب بالهدوء ويُرعبك السكون
أن تشعر بالغربه حيث تنتمي
أن تنتمي إلى أراضي الغربه
أن تخنقك الدموع ولا تجرؤ على إسقاطها
أن تجف كلماتك و تشعر بغصّتها
أن تبقى في المنتصف لست في مكانك ولا في المكان الذي ترغب
أن تكون في اللاشيء رغم كل شيء
أن تُنادي ولا تسمع لصوتك صدى
أن تصرخ قائلاً في وجه “الانتظار ” ؛ أنت ضار
أن تعجز وانت في عزّ قوتك
أن تتألم وانت في قمة إرتياحك
أن تضحك وفي عينيك ألف دمعه
أن تسعى لترميم نفسك بينما تُصاب بكسرة نفس أخرى
أن تسهى وأنت في قمة تركيزك
أن تبني الأمل لغيرك وانت تبحث عن آخر خيوطه حولك
أن تُصبح من كنت تتجنب أن تكونه
مخيف هذا التناقض ، شنيع وجوده في كل ما حولك
تُرى أ نحن تمردنا حتى أُصبنا بهذه اللعنة ؟!
أم تمرّدت علينا الحياة حتى جعلتنا نتعثر و نُصاب بها ؟!