ياسين سالم
لازالت مطالبات المتظاهرين تلهج بالتغيير ولازالت الأحزاب المدنية تعبث في إستقرار البلاد وتؤجج الشباب للخروج كلما هدأ قليلا ولازال الوضع بين مد وجزر والإقتصاد ينحدر للأسوء بل معرض للإنهيار الكبير.
السودان بحاجة جنرال لم يتحزب الا للسودان فقط،
وشخص قوي جدا ومدركا لمآلات الأمور ويفرض سيطرته على القرار كليا ويبسط الأمن بأنحاء السوادن أولا.
والحقيقة إن الشعب السوداني جرب كثيرا من الوجوه والأنظمة والتيارات وأن لبس أغلبها البذلة العسكرية فاغلبهم كان مؤدلج تحت وصاية تيار لأن السودان ممتلئة ساحته بالاحزاب وبعضها مدعوما من الخارج!
فمر السودان بحكم تلك الأنظمة ديمقراطية وحقوقية في بادئ الأمر وشيوعية وقومية وإسلامية اخوانية ولم يحظ بحظ سعيد مع كل من تسيد الموقف.
فعلى الشعب السوداني ان يجرب من يوالي السودان والسودانيين فقط ولم ينتم لتيار مهما كانت الظروف وعلى السودانيين الاستفادة والعبرة مما حصل لبعض دول الربيع العربي التي بنيت سياسة حكمها على محاصصات حزبية واخرى طائفية، ولم تنجح الا من ساد موقفها حاكما عسكريا غير مؤدلج لايوالي حزبا ولا تيارا الا وطنه ومواطنيه فقط،
فبرأيي المتواضع هو أن يتمسك السودانيون بجيشهم هذا الجيش الذي حمى أرض النيل وسمائها قفوا يا أهل السودان مع البواسل ولاتسلموا رقابكم للأحزاب فوالله الأحزاب لن ترص بنيانا فهذه جارتكم ليبيا الدولة العربية التي تقاسمتها ثلاثة حكومات وبرلمانات وبقي الأمر محزنا حتى التف الشعب على جنرال قديم وأطلقه ليعيد البلاد المنهوبة والضائعة التي تقاسمتها العجم واذنابهم من حثالة العرب للاسف الشديد ، وما العيب في مجلس إنتقالي عسكري أو حاكم عسكري،
أليس العسكري مواطنا سودانيا مخلصا لوطنه ويحمي الارض و العرض والحدود والوجود!
من الذي أخرج السودان من ورطته الاخيرة بكل حكمة بلا سقوط قطرة دم الا الجيش السوداني والعين الساهرة على أمن البلاد !
لن يحمي حدود السودان حزب “الإسلاميين” وتذكروا العقود التي مر بها حكمهم ولن يحميها القومي صاحب الشعارات ولا الشيوعي الذي يستمد قوت عيشه وقوته وعزمه من دوائر إستخباراتية خارج البلاد.
لاتبحثوا عن عدالة الفاروق عمر بدل عمر البشير في هذا الزمن إبحثوا عمن يحمي أرضكم وعرضكم ويحقن دماءكم قفوا مع الجيش وعضوا عليه بالنواجذ.
لكن إن بقيتم تتبضعون بين دكاكين الأحزاب والله كأني أراكم ستبقون عمرآ زمرا ولن تأكلوا تمرا حتى تلهموا جمرآ. فالأحزاب الكثيرة وحكومة المحاصصات الحزبية لن تنجح وسيمضي الوقت بينهم حروب تقوم وتقعد على إقتسام الكعكة من الوزارات والسفارات والولايات وكل منهم يظهر لكم يرعد ويزبد بعد كل إنتخابات يشكو عدم حصوله على أكبر عددا من المراكز والمناصب كما في الدول الأخرى التي جربت حكم الاحزاب والمحاصصة،
اللهم إحفظ السودان شعبا وجيشا وأرضا وعرضا وبحرا ونهرا وجوا وأحرسها بعينك التي لاتنام .
ياسين سالم
كاتب وباحث سعودي