خالد شوكاني
تتمتع كلّ منطقة في مملكتنا الغالية بموروثات يجعل كل منطقه مميزة عن الأخرى، وذلك بالموروثات الثقافية والشعبية، حيث يظل عبق الماضي يتجلّى واضحاً في منظومة العادات والتقاليد، التي لم تنكسر ومازال الناس يطبّقها في كل منطقة بل ومتمسّكين بما تركه لهم اجدادهم من موروثات شعبية وسائرين عليها، ولهذا قررت وعبر مقالي اليوم أن أترك هموم وأنين المواطنين، وماكان ينثره قلمي عنهم من سوء الخدمات والكوارث الطبية وهشاشة المشاريع التي فضحتها سماء ربنا العظيم قبل عدة إيام، فما أعدل سماء ربنا التي فضحت كل (فساد) في بعض هذي المشاريع .
نعود إلى موضوع مقالي اليوم وعن الموروثات الشعبية في منطقة جازان والتي ظلت تتعاقبها أجيال بعد أجيال وخاصة في الأكلات الشعبية في منطقة جازان ألا وهو (المحشوش) حيث يظل المحشوش وطريقة إعداده من الأكلات الشعبية في عيد الأضحى المبارك والتي تميز أهالي منطقة جازان عن غيرها من باقي المناطق فلقد تربى عليها أجيال وأجيال، وتركت لأهل جازان والجنوب بصمات واضحة تجعلها مميزة في هذي الأيام الكريمة المباركة عن بقية المناطق، فإذا جاء عيد الأضحى المبارك جاء معه (المحشوش) الذي يعد بطريقة مميزة وجميلة.
وحين نعود إلى طريقة إعداده والذي يجيده النساء مع بعض الرجال الذين لديهم الخبرة في إعداده،
حيث يقوم كل بيت بعد ذبح الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى المبارك، بتقطيع اللحم بعد فصله عن الشحم والعظم إلى قطع صغيرة، وبعد غسله وتنظيفه وتركه معرضاً للهواء حتى يجف من الماء، بعدها يتم تجهيز البهارات المكونة من الكمون والفلفل الأسود والهرد والبصل وغيرها من البهارات الشعبية، مضافاً إليها القرف والهيل المطحون حتى يعطي هذي الموروث الشعبي المحشوش نكهة جملية ومذاق رائع، بعدها تعمل حفرة ليوضع فيها ثلاثة أحجار متقاربة الأحجام حتى يوضع القدر عليها ويوضع الحطب من نوع شجر “السلام» أو السدر، ويقلب حتى ينصهر منه الزيت ويسمى الصليل في هذه المرحلة يتغير لون قطع الشحم إلى اللون الذهبي ويتقلص حجمه بعد ذلك يوضع عليه اللحم وتضعه النساء أصحاب الخبرات باحترافية على النار، وتقلبها مرات حتى يستوي ويصبح جاهزا للأكل.
لهذا يظل المحشوش مايمز أهل جازان والجنوب بصفه عامة في عيد الأضحى المبارك فمع كل عيد أضحى يهل علينا المحشوش بنكهته الحلوه، والمذاق الرائع، وعيدكم َمحشوش.
ودمتم سالمين….