انتهت مباراة فريقا ريال مدريد وليجانيس، بفوز الفريق الملكي بنتيجة (5-0)، وذلك ضمن مباريات الجولة الحادية عشر من بطولة الدوري الإسباني، والتي أقيمت بينهما على ملعب سانتياغو بيرنابيو، في العاصمة الإسبانية مدريد.
المباراة كانت اتجاه واحد فقط، وهو مرمى الضيوف، حيث تسيد ريال مدريد المباراة منذ اللحظات الأولى، وساهم هدفيه المبكرين في بسط نفوذه على مجريات اللعب، ولكن المباراة أظهرت مؤشرات إيجابية عديدة للفريق الملكي سنُلقي الضوء عليها وعلى أهم الملامح والدروس المستفادة من المباراة:
1- التركيز منذ البداية يأتي بثمار جيدة : معظم مباريات الفريق الملكي هذا الموسم، كان يدخل المباراة وهو بعيدا عن التركيز، وغير مكتمل الجاهزية الذهنية، ثم يحاول بالشوط الثاني استدراك ما فاته بالشوط الأول، وهو أمر مجهد بشدة، وأحيانا لم يكن يستطع العودة مثلما شاهدنا في مباراتيّ كلوب بروغ، وريال مايوركا، ولكن اليوم الشحن والشحذ لعقول وذهنية اللاعبين كان في قمته منذ بداية المباراة، وهو أمر كان إيجابيًا وعاد عليه بنتيجة وفارق واضح عن قبل.
2- تخلص زيدان من آفته بالمباريات السابقة : شاهدنا في بعض المباريات الأخيرة للميرينغي في الليغا، عندما كان يواجه فريقًا صغيرًا خاصة على بيرنابيو، كان زيدان يقحم عددا كبيرا من لاعبي الصف الثاني، ويريح لاعبو الفريق الأساسيين، متبعًا مبدأ التدوير، وهو أمر كلفه الكثير، وكان مغامرة غير محبذة خاصة ببداية الموسم، وعدم وجود ضغط مباريات وارهاق للاعبين، ولكن اليوم وأمام فريق ضعيف مثل ليغانيس تخلى عن عادته السلبية تلك، ودخل المباراة بالفريق الأساسي.
3- ميزة تثبيت التشكيل الأفضل : من أفضل وأهم ما قد يفعله مدرب مع فريقه، هو الوصول للتشكيلة الأنسب والأفضل من اللاعبين، الذين يعتمد عليهم كتشكيلة أساسية، فهو أمر يمنح الفريق انسجاما اكثر، وبالتالي يكون التفاهم بينهم والفاعلية أكثر، وينعكس ذلك بطبيعة الحال على مردود الفريق، وزيدان ربما تلمس اليوم وفي مباراة غلطة سراي، الوصول للتشكيلة الأفضل بنسبة 90%، وهو أمر جيد وإن كان تأخر بعض الشيء، ولكن المثل يقول أن يتأخر الخير قليلًا، أفضل من أن لا يأتي أبدًا.
4- الأمير الفرنسي نبض خطورة الملكي : ما يقدمه الفرنسي المخضرم بنزيمة هذا الموسم، هو دليل على أنه مهضوم حقه بشكلٍ كبير بالفريق المدريدي، فهو حرفيًا يحمل عبء الفريق الهجومي على كاهله، سواء بتسجيل الأهداف، أو بصناعتها، ودون ضجيج أو أضواء كثيرة، وبدون البنز كان اللوس بلانكوس سيكون في وضعٍ مزر وسيء للغاية، فمن حقه أن يأخذ نصيبه من الاشادة على مردوده وجهده الصامت.
5- العناد يهدر نجم كبير على الفريق : المستوى الباهت والمفاجيء الذي يظهر عليه هازارد مع الفريق الأبيض منذ انضمامه إليه هذا الموسم، بات أشبه بالمعضلة أو الأحجية التي بحاجة لفك رموزها وطلاسمها، فمن الواضح أن النجم البلجيكي لا يحظى بتأهيل بدني مناسب، واستمرار الدفع به وهو غير مكتمل الجاهزية هو قتل بطيء لهذه الموهبة ومستقبلها في بيرنابيو، وسيتسبب له في أزمة ثقة قد يسقط في هوتها العميقة، لذا من الضروري ابعاده عن المباريات لفترة، وخضوعه لمعسكر بدني منفرد وقاس، حتى يستعيد رشاقته وسرعاته، التي ستعين موهبته على بزوغ نجوميته مع الفريق.