دعت دراسة اكاديمية إلى إنشاء مركز حكومي سعودي لدعم ريادي الأعمال الاجتماعين. واوصت الباحثة السعودية غادة الحارثي في بحثهاالتي حصلت من خلاله على شهادة الدكتوارة مع مرتبة الشرف من جامعة لندن, بتوفير الدعم المؤسسي لأصحاب المشاريع الاجتماعية الذيسيفتح المجال للتوسع في المشاريع الاجتماعية وتعزز من فرص الاعمال التطوعية الذي تسعى اليه اهداف رؤية ٢٠٣٠.
وبينت الدكتورة غادة الحارثي انها حرصت على دراسة الروابط بين ريادة الأعمال الاجتماعية والمنظمات الانسانية الدولية والمؤسساتالخاصة والشركات والحكومة في المملكة العربية السعودية.
وسعت في الدراسة التي أكملتها الحارثي في مجال ريادة الاعمال الاجتماعية إلى فهم الاستراتيجيات التي تتبعها الشركات الاجتماعيةالناجحة لبناء قدراتها وتحقيق الأثر في بيئة حديثة.
وقد ذكر أصحاب المشاريع الاجتماعية الذين شاركوا في الدراسة كيف تشكلت خططهم المستقبلية وفقا لإعلان رؤية 2030. وكيف يمكن لدورالحكومات بالذات ان يؤثر بشكل ايجابي على نمو وتنميه المشاريع الاجتماعية في ثلاث مجالات رئيسة هي: إنشاء وتنفيذ الإطار التنظيميالمناسب لعمل المؤسسات والمشاريع الاجتماعية ؛ مكافأة رياديي الأعمال الاجتماعيين الناجحين والمؤسسات الاجتماعية من خلال تشجيعالشراكات الحكومية والخاصة ؛ وتطوير ودعم النظام البيئي المؤسسي لريادة الاعمال الاجتماعية.
واستشهدت الباحثة بمراكز في ماليزيا حيث تم التغلب على المشاكل الناجمة عن عدم وجود تعريف قانوني وصعوبة تأمين التمويل عندماانشأت الحكومة الماليزية مخطط المؤسسة الاجتماعية (Social Enterprise Blueprint) لدعم أصحاب المشاريع الاجتماعية تحت اشرافالمركز الماليزي للابتكار والإبداع العالمي (Global Innovation and Creativity Centre).
ولتحقيق ذلك يحدد المخطط مقترحات أساسية لتطوير هذا القطاع ومنها: دعم رياديي المشاريع الاجتماعي عن طريق تزويدهم بالمهاراتاللازمة والمعرفة ورأس المال لإطلاق وتوسيع نطاق مشاريعهم الاجتماعية وإنشاء نظام مؤسسي داعم للاستثمار الاجتماعي.
وذكرت الدكتورة الحارثي أن تجربة هونج كونج تعتبر متقدمة في هذا المجال حيث اطلقت الحكومة هناك صندوقا لدعم الابتكار الاجتماعي(Social Innovation and Entrepreneurship Development Fund ) وللصندوق عدة مهام، أهمها إنشاء خطه تمويل لتقديم المساعدةالمالية لأصحاب المشاريع الاجتماعية المبتكرة لدعم عملهم، زيادة الوعي وإنشاء الشبكات وتوفير الإرشاد لتحسين مجال الابتكار الاجتماعيوريادة الاعمال ودعم البحوث في مجالات الابتكار الاجتماعي وتنظيم المشاريع.
وأشارت الدكتورة الحارثي أنها أيضا درست التجارب المماثلة ووجدت أن التجربة السنغافورية كانت متقدمة في مجال الدعم للمؤسساتالاجتماعية حيث واجه أصحاب المشاريع الاجتماعية في الغالب قضايا عدم وضوح مصطلح ريادة الأعمال الاجتماعية ، أطلقت الحكومةمركز سنغافورة للمؤسسات الاجتماعية (Singapore Centre for Social Enterprise) ، على أن يحل هذه القضايا عن طريق إنتاجالبحوث والتوعية وتقديم الدعم إلى ميدان قطاع الأعمال.
وهذه الأمثلة تشجع على إنشاء مثل هذه المراكز لدعم نمو ريادة الأعمال الاجتماعية كميدان جديد.