محمد الدباسي
يستمر الحديث عن كورونا في جميع دول العالم و في وسائل الإعلام المختلفة كزائر غير مرغوب فيه على هذا الكوكب .
تكاد الجهود تتحد لمحاربته و القضاء عليه كيف لا و هو عدو مشترك لسكان الأرض جميعاً و كأن إحدى رسائله لنا نحن البشر بأنكم على هذا الكوكب يجمعكم مصير واحد .
لن أتحدث هنا عن هذا الأمر و أنه لا بد و أن يقودنا ذلك إلى الإحساس بوحدة المصير لكائنات يجمعها كوكب واحد و أننا لا بد و أن نستشعر ذلك المصير و نترك الشجار و نهجر ميادين الحروب فلن يجدي ذلك الحديث نفعاً لإنسان أراد أن يقود زمام أمور هذا الكوكب لأسباب عدة .
لن يجدي ذلك لأن سنة الله على هذه الأرض هي التدافع كما جاء ذلك في سورة البقرة : ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) ) لكن و نحن نتدافع و نسعى لإدارة العالم ألا ينبغي لنا على الأقل احترام مبادئ التدافع في الأرض ؟
أن نحترم ضعف الإنسان ؟
إذا كانت الكورونا ذلك السبب الذي لم نخترعه بأيدينا و خارج سيطرتنا و تسبب في موت بعض البشر قادنا إلى صرف المليارات من الدولارات من أجل إيقافه أليس من الأولى أن نوقف الأسباب التي بأيدينا و كانت سبباً لقتل ملايين النساء و الأطفال و الضعفاء حول العالم ؟
ألم يثبت لنا كورونا بأننا نملك من المال و القدرات ما يعيننا على انتشال الإنسان و خاصة النساء و الأطفال و كبار السن من الجوع و الفقر و مآسي الحروب و التي هي سبب موت الملايين من البشر سنوياً ؟
ألم يثبت لنا أيضاً بأن كلماتنا و تنديداتنا نستطيع أن نجعلها واقعاً يطبق و يتحدى أعتى القوى في العالم ؟
الكورونا مرض و سيأتي له عقار بالتأكيد يقضي عليه لكن متى نقضي على كل تلك الجرائم و المآسي التي قتلت أضعاف ما قتل كورونا مئات المرات أم أن المصالح هنا أهم من ذلك الإنسان ؟
لماذا كورونا في قتله و أعداد ما قتل أرحم من بعض البشر بالبشر ؟
محمد الدباسي
كاتب و مؤلف
رئيس التطوير في اتحاد الكتاب و المثقفين العرب
maldubasi@gmail.com