دخل المعلم فصله متاخرا
متثاقلا قد كاد أن يتعثرا
وعليه غم للصغار مروع
وكأنه ما ذاق طعما للكرى
قد بات مشغولا بديربيٍ ولم
يفتح كتاباً أو يعد الدفترا
دُهش الصغار فكلهم مترقبٌ
والذنب هذا اليوم لا لن يغفرا
وإذا به يختارُ من طلابه
طفلاً خجولاً بائساً متحسراً
قم يا شقيُ إلى الأمام بسرعةٍ
إمسح لنا لوحاً شبيهك أغبرا
فمضى ينفذ والجميع مكانهم
والخوف ثم الخوف أن يتأخرا
قف يا صبي اشتم منك قذارة
فبكى و لكن المعلم لا يرى
الثوب مشقوقٌ عليك مرقعٌ
هذا حذاؤك سيءٌ لا يُشترى
والراس قمل والأظافر غثةٌ
أبعِد بُعدت مللت منك المنظرا
هيا عريف الفصل خذه بقوةٍ
صوب المدير لعله أن يحقرا
طرقوا إجتماع مديرهم في غفلةٍ
والجمع يوميء للصبي وأنكرا
هذا الصبي لكم يقول معلمي
أغلظ عقابا قبل أن يتبطرا
قال المدير دعو الصبي وأبعدوا
بالله قل لي ما دهاك وما جرى
الدمع اولى اجابةٍ نطق الفتى
والحزن عّم والفؤاد تكسرا
لا أم تطعمني إذا ما جئتها
لا أم تغسل معطفي والمئزرا
لا أم ترعاني مريضاً ليلتي
لا أم تحنو إن رأيت الخنجرا
وأبي كذلك لا أبٌ في فرحتى
الكل يا أستاذ تحتٌ في الثرى
لا يعرف الحلاق مثلي مرةً
وكذاك من خاط الثياب وصورا
بيتي الرصيف ولقمتي مستورةٍ
الله يستر طالباً مستحقرا
فأنا يتيم وهذي بعض إجابتي
ياليت أستاذي يكف إذا درا
وأنا حُرمت حياتكم و نعيمها
أرجوكمُ لا تحرموني الدفترا