خرج في العقدين الأخيرين مَنْ ينادي بتجديد الخطاب الديني، بمنهجٍ ينسفُ فيه كتب التراث(كتب السلف)، وادعاء العقلانية، ويريدون تفسيراً للقرآن الكريم بلغةٍ عصرية، وإسقاطٍ للسنة النبوية، وأن كل ما تواجههُ الأمةُ الإسلامية، من تخلفٍ وضياعٍ كان سببه اجتهاد علماء سابقين !
بل ووصل بهم الحال إلى الوقوع في الثوابتِ التي لا يسوغ فيها خلافٌ بإجماع الأمة، كإباحة شرب الخمر، وأن الزنى لا يسمى زناً ما دام أنه ليس هناك شهودٌ أو اعترافٌ من أحدهما، ومراهقاتٌ فكريةٌ أخرى يتعذر حصرها في مقال!!
لا نريد من علمائنا مناقشتها؛ لأنه حتى في مناقشتها قد يكون فيه حطٌ من أقدارهم العلمية، ولكي لا يتوهمَ متوهمٌ أنها اجتهاداتٌ تستحق المناقشة والرد!
هذه الترهات كافيةٌ لبطلانها عناوينها!
ولكن أصبحت هذه المراهقات الفكرية، منحدر خطر للشباب الذي لم يتعلم من الأصول والفروع شيئاً، ويريد أن يصبح مفكراً بمجرد قراءة ترهاتهم!
تبدأ مهاتراتهم بإسقاط الثوابت الفقهية، وتستمر بالثوابت العقدية، ونهايةُ المطاف غالباً إلى الإلحاد!
تجديد الخطاب الديني لا يكون بهذه الفوضوية، ولا العبث بالنصوص، ولا التخبط دون منهج صحيح، بل يكون بمطالعة كتب السلف وتنقيحها، وبتقريب وجهات النظر، وتقبّل الخلاف السائغ المعتبر، والتعايش معه بلا ضجر، وإكمال مسيرة مَن سبق، بأصول وقواعد واستدلالات صحيحة النظر، وليس خبط عشواء معمي البصر، ولا بعقلانية مزعومة مصادمة للأثر !!