عبدالرحمن منشي
الدنيا دار ابتلاء ومصائب لا تكاد تصفو لأحد، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) وقد يظنُّ البعض ممَّن في قلبه مرض أن الموت لا يُصيب إلَّا المرضى الميئوس من شفائهم، أو مَنْ وصل إلى أرذل العمر، وغير ذلك مما يراه أهلُ الغَفْلة، مع أن الموت لا يُفرِّق عندما يحين وقته بين كبيرٍ وصغيرٍ، ولا بين خفير ووزير، ولا بين غني وفقير، ولا بين رجل وامرأة؛ وقد يأتي غفلة كمثل فقدنا للإبن قبل أيام "باهر عبدالكريم ينكصار" في حاديث أليم بطريق الرياض وهو وزملائه وتوفي معه صديق العمر من المرحلة الابتدائية وهما مع بعض عبدالرحمن محمد خوج رحمهما الله وجمع بينهما في الجنة وكل زملاء الدراسة الذين معهم في الجامعة يشهدون لهم بأخلاقهم العالية وإجتهادهم الدراسي. وماالآخرين منومين في المستشفى شفاهم الله، فهذه حالة الدنيا،، فرحم الله باهر وعبدالرحمن وغفر لهما ولوالديه ولمن له حق عليه.
رحم الله باهر فكم كان باراً بوالدته وخواله محبا لأهله وفيا لاصدقاءه .
لا تشتكي للناس جرحًا أنت صاحبه
لا يؤلم الجرح إلا من به ألم
رحم الله من عز علينا فراقه ونسأل الله الذي إختاره أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى وأن يصبر والدته وأن يكونو إخوانه خلفا صالحاً لوالدتهم وأقربائهم، ومن هنا أكون مذكراً لنفسي ولغيري من الغفلة أن نعلم كل هذا، ولا نرتدع عن المحرَّمات، ولا تهاب أنفسُنا لقاء الله بالموت ونحن قد نكون على معصية، والله إنها مصيبة تحتاج لمراجعة مع النفس قبل فوات الأوان... وكما ذكرت أن الناس في غفلة إلَّا مَنْ رحِمَ ربِّي منهم، والأيام تمرُّ يومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر، وسنوات تمضي سراعًا، ويقترب الأجل وهو قريب في كل وقتٍ وحين إلى أن يأذن ربُّ العباد بانتهائه، فلا مفرَّ منه، ولا ملجأ من الله إلا إليه سبحانه وتعالى فيأ اخي الرجعة الرجعة ومحاسبة النفس هي الرادعة.
فاللهم أنزل السكينة على والدة باهر وجميع كل مصاب وألهم الصبر لمن ابتلي بفقد الأحباب , واجعلنا اللهم ممن يصبر على القضاء ويرضى بالبلاء.
وأخيراً عزاء من آل منشي لجميع أسرة ينكصار وآل بدوي والخوج، ورحمكما الله يا باهر وعبدالرحمن وجعل الله قبركما روضة من رياض الجنة وعفا عنكما وأكرم نزلكما ووسع مدخلكما، وصبر الله اهلكم والجميع.
*همسة*
الــعــمــر إن طــــال الـــزمــان مــقــــدر
والموت من كل الأنام قريب
دنــت الــمـنـــأيــا فـــالحــيــاة سحابة
والخلق خلف ضبابها محجوب
يـــا أخــوتـــي هـي عـبـرة لــمـن اتقى
آو ألقى لي سمعا وكان لبيب
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
Tama
06/12/2021 في 5:20 ص[3] رابط التعليق
الله يرحمهم ويغفرلهم ويسكنهم الفردوس الاعلى ويجبر كسر قلوب اهاليهم يارب العالمين 🙏🏻💔💔
د. عاطف منشي
06/12/2021 في 6:41 ص[3] رابط التعليق
شكر الله لك أخي أبا ياسر على هذا المقال الذي أيقظ القلوب وحرّك النفوس الغافلة، فذكر هادم اللذات ومفرّق الجماعات آخذ البنين والبنات لابد منه وبالذات في زماننا هذا الذي طغت فيه الماديات والفتن والمعاصي والمنكرات، فقد صار لزاماً منّا أن نذكر الموت ونوقظ أنفسنا من هذه الغفلة والسُبات العميق في كل لحظة وحين، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(( أكثروا من ذكر هادم اللَّذات)) الموت.
وقال صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما: ((كُنْ في الدنيا كأنَّك غريب أو عابرُ سبيل)) وكان ابنُ عمر رضي الله عنهما يقول: ((إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساءَ. وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتِك))
أخيراً.. أسأل الله العظيم أن يرحم باهر وعبدالرحمن وأن يكتبهما في الشهداء فقد جاء عند أبي داوود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( من صرعته دابته فهو شهيد)).
وأسأله سبحانه أن يربط على قلوب والديهما وذويهما وأن ينزل عليهم السكينة والصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تزود قريناً من فعالك إنما
قرينُ الفتى في القبر ماكان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيفٌ لأهله
يقيم قليلاً عندهم ثم يرحل
RK
06/12/2021 في 8:45 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير
الله يرحمهم ويغمد روحهم جنات النعيم
طلال راجح
06/12/2021 في 2:31 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا اخي ابو ياسر، أسأل الله أن يجعل خير اعمالنا خواتمها…. الهم ردنا اليك ردا جميلا… وغفر الله لجميع موتى المسلمين
السلمي
06/12/2021 في 3:50 م[3] رابط التعليق
رحمهما الله و غفر لهما و أسكنهما فسيح جناته…
عبدالعزيز
06/12/2021 في 8:30 م[3] رابط التعليق
الله يرحمهم ويغفرلهم ويثبتهم عند السؤال ويسكنهم فسيحه جناته يارب
عمر الثقفي
06/12/2021 في 9:46 م[3] رابط التعليق
رحمهما الله وأسكنهما جنات النعيم وجبر قلوب أهلهم ومحبيهم ،،، والله ان المصاب جلل وإنا لله وانا اليه راجعون
ابوخالد
06/12/2021 في 10:42 م[3] رابط التعليق
اللهم ارحمهما وعوضهم الجنة واربط على قلوب اهليهم وذويهم وعظم الله اجرهم في فقيديهما