هجرت فؤادي أنتِ يومي و سعده
فهل لك من ذكراه شيء يرده
الم تعلمي الهجران يفتك بالفتى
إذا سلّ سيف الشوق أدماه حده
و أن الليالي لو تكدر صفوها
شكاها مع الآهات حرٌ و عبده
هجرتِ فادميت الفؤاد و حقّه
وصال تمنّى لا اشتياق يهّده
رعى الله أيام الصبابة والهوى
إذا ذكروا حسنا تضوع ندّه
غزالا تكلفنا الهوى فأذلنا
على أن ذُل العشق أمر نودّه
خفيف على قلبي تمنع مثله
عزيز علينا أن تولى و صدّه
يساقيك من خمر الشفاه تعللا
اذا اهرقتها ، فالمناديل خدّه
و يهوي بجيد طوَّق الفلّ حسنه
فما حلّ معقوداً ولا اختل عقده
هممت بغصن ناعم و هززته
تساوى به الرمان حلوا و نهده
غمرنا بقبلات و سالت جداول
وفاض بِنَا شوق وَذَا الليل سده
إذا لم تفز ممن تحب بليلة
فأنت مليك جانب الحب مجده
ودع درب اهل العشق لا در دربه
تهامة لا تشجيك فيه و نجده
فإن الشباب غالب لو اطعته
حبال الهوى نحو الهوان تشده
رأيت الهوى شرا يشد إلى الردى
فلا انت منصور و لا زال كدّه
فكم من محب بات يشكو حبيبه
و يبكي فما واساه ورقٌ و رنده