انتهت القمة العربية الـ28 والمنعقدة بالعاصمة الأردنية عمان، بحضور العديد من القادة العرب، في مقدمتهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إضافةً إلى مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس.
وبحثت القمة العربية في دورتها الـ28، المنعقدة فى منطقة السويمة على شاطئ البحر الميت غرب العاصمة الأردنية عمان، ملفات ساخنة، تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية، والزاع المستمر مع الاحتلال الإسرائيلي.
«حل الدولتين» في افتتاح القمة
خلال كلمة افتتح بها أعمال القمة، أكد الرئيس الموريتاني -بصفته رئيس القمة السابقة- أن حل الدولتين الذي تبلور إثر مسار شامل وطويل، يعد الخيار المناسب الوحيد الذي يحقق السلم والاستقرار في المنطقة، ويحقق للشعب الفلسطيني طموحاته في إقامة دولته المستقلة.
وقال إن الأمة العربية تواجه تحديات وصراعات ونزاعات مسلحة في بعض الدول، نجم عنها تدمير للبنى التحتية ونزوح وأوضاع بالغة التعقيد وتنامي “تيارات إرهابية”، مما يهدد الاستقرار الإقليمي، مؤكدا أن على الأمة أن تتصدى بحزم لأي تدخلات خارجية في الشؤون العربية.
السيسي: القضية الفلسطينية فى قلب وعقل كل عربى
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد أن القضية الفلسطينية هى الأولى والمركزية فى قلب وعقل كل عربى، وأن مصر سعت ولا تزال للتوصل لحل شامل وعادل فى فلسطين يستند على إقامتها على حدود 1967، من خلال تواصلها مع كافة الأطراف الدولية لاستئناف المفاوضات الجادة، مجددًا التزام مصر الكامل لمواصلة السعى لحل القضية الفلسطينية.
واختتم السيسى كلمته بالتأكيد على إيمان مصر بأن العمل العربى المشترك هو أساس الحل لمختلف القضايا والأزمات فى المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن استعادة الجسد العربى لعافيته أصبح أمر حتمى لمواجهة ما يهدد الأمة من مخاطر ولا غنى عن مؤسسات العمل العربى المشترك.
عباس يؤكد أهمية حل الدولتين لتحقيق السلام
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن تطبيق حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في فلسطين، داعيًا الاحتلال للتخلي عن سياسة الاستيطان واحتلال الأرض، محذرا من تحويل الصراع السياسي إلى آخر ديني.
وأضاف عباس في كلمته أمام القمة أنه تم الاتفاق على أن تقوم الإدارة الأميركية بدور على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
وتابع: “أظهرنا مرونة وتعاملنا بإيجابية مع جميع المبادرات الدولية، ولكن الحكومة الإسرائيلية عملت على تقويض حل الدولتين بتسريع وتيرة الاستيطان”
وأكمل: “نعمل على تحقيق المصالحة الوطنية التي تدعمها مصر وصولاً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم ببرامج منظمة التحرير الفلسطينية، وحددنا منتصف أيار/مايو لإجراء الانتخابات المحلية في فلسطين، ونأمل في إنجاز المصالحة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية”.
واختتم كلمته بـ”أنه من غير المجدي لمصلحة القضية الفلسطينية أن يتحدث البعض عن حلول مؤقتة أو إقليمية”.
الأردن: لا سلام في المنطقة دون حل الدولتين
أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أن “إسرائيل” تقوض فرص السلام بالتوسع في الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددًا على أن السلام لن يتحقق في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين.
وأضاف العاهل الأردني، في كلمة بافتتاح القمة العربية التي يستضيفها الأردن في منطقة البحر الميت، أن أن بلاده ستواصل دورها في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم وفي الوقوف بوجه محاولات التقسيم الزماني أو المكاني للمسجد الأقصى-الحرم القدسي الشريف.
ووجه الملك عبدالله الثاني، رسالة للزعماء العرب، قال فيها: “أنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية، فلا بد لنا من العمل يداً واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد وهو ما سيكون كارثيا على مستقبل المنطقة واستقرارها”.
ويسعى الزعماء العرب خلال مشاركتهم في القمة التي استغرقت يوما واحدا يوم الأربعاء إلى إيجاد أساس مشترك لإعادة التأكيد على التزامهم بإقامة دولة فلسطينية وهو هدف قديم أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشكوك بشأنه الشهر الماضي.
أبو الغيط: الانقسام الفسطيني ينعكس سلبيًا على القضية
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الانقسام الفلسطيني ينعكس سلباً على القضية الفلسطينية، وإن إسرائيل تواصل احتلالها للأراضي الفلسطينية من دون رادع.
وأكد أبو الغيط أن الملفات السياسية الهامة في المنطقة ليست بأيدي الدول العربية، وأن هناك أطرافاً إقليمية توظف الطائفية لتقسيم وحدتنا العربية، مؤكداً أن اليد العربية ما زالت ممدوة للسلام على أساس المبادرة العربية.
الكويت: “الربيع العربي” عطّل التنمية والبناء
طالب أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، بضرورة استخلاص العبر مما وصفها بـ”الحقبة العربية المظلمة”، مبيناً أن ما وصفه بـ”وهم الربيع العربي” قد عطل التنمية والبناء في عدة دول.
وأضاف الشيخ صباح في كلمته بافتتاح القمة العربية الـ28 بالعاصمة الأردنية عمّان، أن “إسرائيل لا تزال تقف حائلاً أمام تحقيق السلام الشامل والدائم، وفق قرارات الشرعية الدولية”.
السبسي يدعو لاستئناف المحادثات
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، دعا إلى استئناف محادثات السلام لحل القضية الفلسطينية، وإعادة الأمن والاستقرار، وضرورة توحيد الجهود العربية لمواجهة الإرهاب والتطرف.
كما أكد دعمه الحوار بين الليبيين للتوصل إلى حل للأزمة هناك، مشيرًا إلى أنه يعمل مع الجزائر ومصر لإيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا، وأنه لا حلول عسكرية للأزمة هناك.
قطر: يجب التعامل بحزم مع إسرائيل
طالب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأربعاء، قادة الدول العربية بالضغط على المجتمع الدولي للتعامل بحزم مع إسرائيل وإجبارها على وقف بناء المستوطنات ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة.
وأضاف تميم في كلمته بجلسة العمل الأولى بالقمة العربية الـ28 في الأردن، أن القضية الفلسطينية تظل على رأس الأولويات العربية، داعياً القيادات الفلسطينية لإنهاء حالة الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكداً أنه لا جدوى من الاختلاف على سلطة بلا سيادة.
وبين أن جمود عملية السلام يعود للتعنت الإسرائيلي وسياسات الاستيطان، مؤكدًا عدم إمكانية قيام دولة فلسطينية دون غزة، أو قيام دولة في غزة.
وانطلقت في منطقة البحر الميت الأردنية، اليوم الأربعاء، أعمال القمة العربية الـ28، والتي تبحث نحو 17 بنداً تبناها وزراء خارجية الدول العربية بناءً على اجتماعات المندوبين الدائمين.
ويستضيف الأردن القمة العربية، بدلا من اليمن، الذي اعتذر عن عدم استضافتها؛ نظرًا للأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها منذ أكثر من عامين.
وبحثت القمة حزمة ملفات، في مقدمتها الأزمات في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى تطوير جامعة الدول العربية، التي تأسست عام 1945.