تعتبر المساجد أشرف الأماكن في الحياة الدنيا وتقوم بدور فعّال داخل المجتمعات ، بداخلها يجتمع المصلّون وتنزّل الرّحمات وتُستجاب الدعوات وتُعمر الطاعات وتُتلى الآيات ويُناجى ربّ العباد { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدوّ والأصال }
في هجرة خاتم النّبيين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنوّرة بدأ بأوّل أعماله بناء مسجده الطاهر في رسالةٍ منه لأهمية المسجد واصطفاف المصلّين وتبقى أهميته مناطةً بتبرّعات المحسنين وتضحيات المتطوّعين ومن أبرز ذلك الحفاظ على نظافته وخدمته في قصة المرأة السوداء التي افتقدها النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاتها دون علم منه فذهب لقبرها وصلّى عليها ودعا لها بعيون حزينة على فراقها والأثر الطيّب الذي تركته في مسجدها ..
جامع ” صلاح الدين الأيّوبي بالمروة ” أحد الجوامع التي تستظل تحت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة العربية السعودية بمحافظة جدّة وقد تناوبه أئمّمة عدّة وسرعان ما ” يُخرَجُون ” لكن في الآونة الأخيرة استلمه الإمامُ العادل والرجل الحكيم والشيخ الأمين والقارئ الفاضل ، فكلامه قليلًا وأعماله كثيرة شاهدة له لا عليه ، كسب محبّة الناس من خلال اهتمامه بالمسجد وجعله منارًا ومنيرًا بإمامته وأفكاره ومشروعه المبارك في جنبات المسجد ..
فضيلة الشيخ عبدالمجيد الفوزان إمام هذا الجامع وأحد القضاة في ديوان المظالم بجدة لا يختلف اثنان على حبّه وعدالته ورعايته للمسجد ، قد قضى وقته وفكره في الاعتناء بالمسجد ونظافته وجعل خدمة بيت الله هدفًا أسمى في حياته فضحّى من أجله بوقته وماله وعمل العديد من الأعمال التطوّعيّة في سبيل راحة المصلي وخشوعه ..
” الشيخ الفوزان ” ثلاث سنوات وهو يعملُ لا يكلّ ولا يتعب في مسجد صلاح الدين الأيوبي راجيًا من الله القبول وجنّة عرضها السماء والأرض .. اهتمّ بشكل المسجد ومساحته وتجهيزاته وعمل على إصلاح الإضاءة ودهان المسجد وسعى في فرشِه وتوسعته لصلاة الجمعة بإنشاء الخيمات والمظلّات وديوانيّة الاجتماعات والأنشطة وتنظيم المسجد بالداخل ومواضئ الرجال والبرامج الاجتماعية والمسابقات الرمضانية والمحاضرات الدعويّة واعتنى بمصلى النّساء ..
أصبح جامع صلاح الدين الأيوبي جامعًا نشطًا في عهد الفوزان ورسالته هداية الناس وتثقيفهم في أمور دينهم بإنشاء حلقات تحفيظ القرآن الكريم تحت رعايته وتقوية روابط الأخوّة وتفقّد أصحاب الظروف الخاصّة ومساعدتهم .. الدورس الأسبوعيّة تُقام بالمسجد وحلقات التحفيظ حاضرة والنّدوات الشهرية مستمرّة وإفطار الصائمين متوفّرًا وسحب الجوائز اليوميّة ولجنة اجتماعية وديوانيّة هادفة ورسالة أخويّة ..
” الفوزان ” أصبح أحد الأعمدة الراسخة في هذا الجامع وقد لا يتكرّر هذا الإمام العادل بحرصه وحفاظه على إمامته بالمأمومين لأداء الصلوات بمعاونة صاحب الصوت النّدي القارئ سمير محمّد ..
في خطوة إيمانيّة اجتماعية تكلّلت بالخير ، نجح فضيلة الشيخ الفوازن وعددٍ من جماعة المسجد ورجال الأعمال في تجهيز المسجد بأحدث أنواع التجهيزات وإعادة بناء بيت خادم المسجد وتحديث ديوانيّة المسجد وتجديد مصلّى النساء بتكلفة ثمانين ألف ( ٨٠٠٠٠ ) ريال ..
وقدّ تحدّث فضيلة الشيخ الفوزان عن هذا المشروع وقال ” لم نقم بهذا الجهد من أجل شكر النّاس أو ثنائهم وإنّما فعلنا ذلك من أجل ربّ العالمين به نبني مستقبل حياتنا في الجنّة ” وذكر رجل الأعمال أ . إبراهيم النجدي أنّ هذا العمل قام بناءً على خطوات سابقة حاولنا أن ندعم ذلك بما نراه نافعًا للمسجد وهو مشروع جبّار لم يحصل مثله في عهد الأئمة السابقين ..
كما صرّح أمين الصندوق سابقًا أ . أحمد مشي عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز المبارك الذي كان على أيادي الشيخ الفوزان وجماعة المسجد متمنيًّا من الله القبول في ذلك .. وكما ذكر أستاذ حلقات التحفيظ سمير محمّد مدى اهتمام الفوزان بحلقات التحفيظ وتحفيز الطلاب بالجوائز والرحلات الشهرية التي انعكس أثرها على الطلاب في تعلّمهم للقرآن وتلاوته .. وقد عبّر سليمان محيي الدين عن سعادته بهذا العمل الخيّر ومدى راحته في هذا المسجد منذ سنوات عديدة معبّرًا عن شكره لفضيلة الشيخ وجماعة المسجد وكل من ساهم في ذلك داعيًا لهم بالبركة في رزقهم ..