مرض الكوليرا
الكوليرا أحد الأوبئة التي تجتاح الدول والشعوب من دون حواجز، والتي تنتشر بسرعة كبيرة وتحصد الملايين، وتعتبر الهند الموطن الأصلي لهذا الوباء، ومنها انتشرت إلى باقي أرجاء العالم عن طريق الحركة التجارية.
تعيش بكتيريا الكوليرا في بيئة الأنهار المالحة قليلا، والمياه الساحلية، ومن ثم يمكن أن ينتشر المرض في المناطق التي لا تعالج فيها مياه المجاري وإمدادات مياه الشرب معالجة صحية مناسبة.
أهم أعراض وعلامات الإصابة بالكوليرا
يستمر ظهور الأعراض لمدة تتراوح بين ست ساعات وخمسة أيام من إصابة الفرد بالبكتيريا، وتختلف شدة هذه الأعراض من مصاب إلى آخر، ففي بعض الحالات تكون الأعراض بسيطة وفي البعض الآخر تكون شديدة وتهدد حياة الإنسان، وتؤدي إلى فقدان كبير لسوائل الجسم، وقد يتعرض المريض للجفاف، ثم الوفاة خلال ساعات إذا لم يعط العلاج الفعال فورا.
وقد تظهر على مرضى الكوليرا الأعراض السريرية التالية:
• الإصابة بالإسهال المائي الشديد؛ غير المصحوب بمغص أو آلام في البطن، وهذا الإسهال
يكون مفاجئا وغزيرا ويشبه كثيرا ماء الأرز المطبوخ، وهذا بدوره يؤدي إلى فقدان كميات
كبيرة من سوائل الجسم في مدة قصيرة مقارنةً بالأمراض الأخرى التي تسبب الإسهال،
ونتيجة لفقدان (10%) أو أكثر من سوائل الجسم يحصل الجفاف.
تجدر الإشارة أنه ليست كل إصابة بالكوليرا تؤدي لحدوث إسهال شديد لدى كل فرد فمن
بين المصابين هناك 75% منهم لا تظهر عليهم الأعراض، و20% يعانون من إسهال
خفيف أو متوسط، وإن 5% فقط يعانون من عدوى سريرية شديدة (كوليرا سريرية).
• تقيؤ شديد ومستمر بعد الإسهال ولا يكون القيء مصحوبا بالغثيان.
• يشكو المريض من تقلصات وتشنجات مؤلمة في الأطراف (عضلات الأرجل) أو البطن أو الصدر مع مغص في البطن، وسبب هذه التشنجات والتقلصات يعود إلى فقدان الجسم لأملاح الصوديوم والكلورايد والبوتاسيوم نتيجة الإسهال.
• الشعور بالعطش الشديد نتيجة الإسهال والقيء المستمرين.
• فقدان الجسم لكميات كبيرة من الماء والأملاح،وهذا يؤدي إلى خلل في وظيفة الكلى والفشل الكلوي.
• الإصابة بالجفاف الحاد وانخفاض في درجة الحرارة نتيجة للفقدان السريع لسوائل الجسم بعد الإسهال والقيء وهذا يؤدي إلى هبوط في الدورة الدموية.
• انخفاض في ضغط الدم مع عدم انتظام دقات القلب
(arrhythmia)، في بعض الحالات التي لم تعالج بسرعة، وقد تتطور الإصابة مؤدية إلى حدوث صدمة عصبية أو سكتة دماغية(shock) وذلك نتيجة لنقص حجم الدم، وانخفاض ضغط الدم ونقص كميات الأوكسجين الذي يصل إلى الأنسجة،وبما يؤدي إلى الموت.
• قد يشكو بعض كبار السن من ضيق شديد في منطقة الصدر ويحدث ذلك نتيجة لزيادة لزوجة الدم، مما يؤدي إلى حدوث التصاق الصفائح الدموية ينتج عنه قصور في الدورة التاجية للقلب.
• قد يحدث نقص في البول نتيجة الجفاف، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى توقف إدرار البول.
• وقد يتعرض المصاب للصدمة وهذا يؤدي إلى الوفاة خلال24ساعة إذا لم يتلق العلاج المناسب.
ما أهم الأسباب المؤدية للإصابة ببكتيريا الكوليرا؟
تعد المياه الملوثة العامل الأكبر لانتقال البكتيريا إذ ترجع نسبة90% للمياه الملوثة، و10% للطعام الملوث،ويمكن إجمال أهم الأسباب المؤدية للإصابة بما يلي:
• شرب الماء أو تناول الطعام الملوثين ببكتيريا الكوليرا المعدية.
• التعرض لبراز المريض في المناطق الموبؤة.
• أكل الأسماك النيئة أو الملوثة أو الأسماك الصدفيةshellfish غير المطبوخة جيدا.
• ينتشر المرض بسرعة في الأماكن التي تنتشر فيها القاذورات والمخلفات، وفي الأماكن التي لم تعالج فيها شبكات الصرف الصحي
(sewage) أو ماء الشرب مما يؤدي لحدوث تلوث.
• استعمال أدوات ملوثة بالميكروب.
• تناول الخضراوات المغسولة بالماء الملوث أو بمياه الصرف الصحي.
• السفر إلى أماكن ينتشر فيها هذا الوباء.
طرق العلاج لمرضى الكوليرا
يعتمد علاج مرضى الكوليرا على معالجة الجفاف وقصور الدورة الدموية الناتج عن الإسهال والقيء المستمرين ويرتكز العلاج على:
• شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل.
• حقن بالوريد بمحاليل معالجة الجفاف في الحالات شديدة الخطورة.
• إعطاء بعض المضادات الحيوية أحيانا إلى جانب المحاليل والسوائل مثل التتراسيكلين أو الفيبراماسين كبسولات.
من المرجح وجود جذور الكوليرا والتوطن في شبه القارة الهندية، مع وجود نهر الغانج بمثابة خزان ملوث. وقد انتشر المرض من خلال طرق التجارة (البر والبحر) لروسيا، ثم إلى غرب أوروبا، ومن أوروبا إلى أمريكا الشمالية. ولم تعد تعتبر الكوليرا تهديدا ملحا للصحة في أوروبا وأمريكا الشمالية نظرا لترشيح وكلورة إمدادات المياه،
الاحصاءات الحديثة والحالية لتفشبات الكولرا
في عام 2000، تم اشعار حوالي 140،000 حالة من حالات الكوليرا رسميا إلى منظمة الصحة العالمية. وتمثل أفريقيا 87 ٪ من هذه الحالات.[47]
يوليو – ديسمبر 2007 – نقص مياه الشرب النقية في العراق أدى إلى انتشار وباء كوليرا.[48] واعتبارا من 2 ديسمبر 2007، أبلغت الأمم المتحدة عن 22 حالة وفاة و4،569 حالة مؤكدة مختبريا.[49]
أغسطس 2007، بدأ وباء الكوليرا في ولاية أوريسا، الهند. وقد أثر الانتشار على مناطق راياجادا، كورابوت وكالاهاندي حيث تم نقل أكثر من 2،000 شخص إلى المستشفيات.[50]
أغسطس – أكتوبر 2008، اعتبارا من 29 أكتوبر 2008، تم تأكيد ما مجموعه 644 حالة مؤكدة مختبريا للكوليرا، بما في ذلك موت ثمانية أشخاص، في العراق.[51]
مارس – أبريل 2008، تم نقل 2،490 شخص من 20 محافظة في جميع أنحاء فيتنام إلى المستشفى حيث أصيبوا بإسهال حاد. منهم 377 مريض أثبتت الفحوص إصابتهم بالكوليرا.[52]
نوفمبر 2008، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن تفشي الكوليرا في مخيم للاجئين في جمهورية الكونغو الديمقراطية شرق العاصمة الإقليمية غوما. وقد أفيد علاج حوالي 45 حالة بين 7 و9 نوفمبر.
تفشي وباء الكوليرا في زيمبابوي 2008
لا يزال يؤثر بشكل كبير على السكان في البلدان النامية.