آلاء بادحيدوح
نتخبط في مصاعب الحياة و يغلب شتاتنا ما ندّعي من ثبات، تخور قوانا و نُهزم أمام أول عاصفة تواجهنا.
نستعين ببقايا قوتنا و نتشبث بآخر وميض أمل.
يرحل كل من حولنا رغم قربهم منا، و في حضورهم لا نستشعر وجودهم و إن حاولنا.
وحيدون رغم الزحام ، تعيسون رغم جهدنا في إدّعاء الفرح.
فـ لا أحد يشعر بك حين تبكي وحيداً ، لا أحد يقاسي ألم وحدتك ، لا أحد يدعي الله من أجلك ، لا أحد يتحسس مواطن الألم في قلبك ، لا أحد يعي حجم الضعف الذي تمر به ، لا أحد يفهم احتياجك و إن طالت شكواك.
يدّعون أنهم يتمنون لك السعادة؛ السعادة الّتي بمنظورهم، و لا يعلمون أن سعادتهم المزعومة تلك ماهي إلا “تعاستك”.
يحولون بينك وبين أحلامك و تبقى أنت في دوامة الصراع حتى تُوهن قواك، و حتى تتجرع مرارة العجز والقهر إلى أن تلفظ آخر أنفاسك ، و لا يزالون يرددون كنا نتمنى لك السعادة.
و تقسى علينا الحياة بمن بها، ولا زلنا متمسكين؛ نصارع من أجل البقاء و تُفنى أعمارنا في سبيل ذلك.
فـ نموت أحياء ، و نبقى على قيد الألم.
ليس الألم ( جور الزمان ) ؛ ولكن الموت كل الموت حين توأد فرحتك قبل ميلادها.