اللواء الركن متقاعد / حسين بن محمد معلوي .
لاحظ جمع المراقبون والمحللون وعامة الناس وخاصتهم ماحدث في عدن من معارك شرسه بين وحدات الحراسه لمقرات الحكومة اليمنيه الشرعيه من جهه وبين مسلحي الحراك الجنوبي أو المجلس الإنتقالي من جهة اخرى ….
وَمِمَّا لا شك فيه أن ماحدث يعتبر إضعافا لدور الحكومة اليمنيه الشرعيه ، ويعتبر أيضا خذلان وانحراف من ميليشيا الحراك الجنوبي لجهود التحالف العربي الجباره لمنع ايران من تثبيت نفوذها في اليمن المتمثل في جماعة الحوثيين الشيعية الخمينية . وهذا بالضبط ما تريده ايران وتخطط له ومعها من يساندها في المحيطين العربي والدولي .إنه بالعودة الى الوراء قليلا لمن يقرأ التاريخ يجد أن هناك علاقات تم بناؤها بين ايران والحراك الجنوبي في الماضي بل وبين هذا الحراك وبعض الدول العربيه . لقد نشر في صحيفة الطريق نيوز اليمنيه على لسان رئيس المجلس الإنتقالي عيدروس الزبيدي قائد ما يسمى المقاومة الجنوبيه حيث قال ( ايران تدعمنا لتحرير الجنوب كما دعمت حماس بعد أن تخلى عنا العالم ) . إن المراقبون يعتقدون بأن إيران تنفذ مخططاتها في عدن وجنوب اليمن بفعل فاعل يمثله ضمير مستتر – تقديره كيان بل عدة كيانات عربيه تتعاطف مع تنفيذ الإستراتيجيّات الإيرانيه البعيدة المدى – وتهدف الى تثبيت سياسة دعائم الدولة القرمطية في اليمن وإلى إفشال مهمة قوات التحالف العربي في اليمن وكما قال الأستاذ حارث الشوكاني حفيد العلامه محمد بن علي الشوكاني وهذا الحفيد أحد كبار المتخصصين الباحثين في المشروع الحوثي وتاريخ أنظمة الحكم الإمامي حيث قال في احدى كتاباته( إن سقوط عدن في يد عيدروس الزبيدي والمجلس الإنتقالي يعني سقوطها في يد ايران ولهذ يجب على دول التحالف سرعة الحسم لهذا التمرد الإنتهازي ، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمه – شمال اليمن حوثي إيراني وجنوب اليمن حراك إيراني كذلك ) . إن من أهداف ايران المجوسيه زعزعة الإستقرار السياسي والتنموي على اقل تقدير في في دول الخليج العربيه لتبقى دولا ضعيفه وخاصة المملكة العربيه السعوديه باعتبارها الدولة الكبرى الوحيده التي تقارع ايران وحلفائها وتمنعها من التمدد في البلاد العربيه والكل يعرف بأنها تمتلك القدرات لتحقيق ذلك . إن السعودية تسعى جاهدة لإخراج المليشيات الإيرانيه من البلاد العربيه وتحرير العواصم الأربع التي تئن تحت وطأة النفوذ بل الإحتلال الصفوي الفارسي . يقول احد المحللين ” إبحثوا عن أصابع ايران في عدن وستجدون أن من مصلحة ايران أن يكون هناك انشقاق او انقلاب في عدن مماثل لإنقلاب صنعاء ” . إن من مصلحة ايران فصل جنوب اليمن عن شماله وإلغاء مخرجات الحوار الوطني اليمني ومبادرة مجلس التعاون ، وتجاوز قرارات مجلس الأمن ، لأن ذلك يعني انهيار الحكومة الشرعيه في عدن او اضعافها ، وإذا انهارت هذه الحكومه وغابت عن المشهد السياسي أوضعفت أو ظهر لها منازعين على أقل تقدير ، فهذا سيؤدي الى عدة نتائج كارثية ، أولها إنسحاب قوات الشرعيه من القتال في الجبهات ضد الحوثيين الإيرانيين ، وبالتالي انهيار جهود هذه الحكومه العسكريه في جميع الجبهات ، وانهيار المقاومه وتمدد السيطره الحوثية على الجغرافيا اليمنيه وكسب حواضن إجتماعيه جديده للمد الحوثي الإيراني .. كذلك ستعود القبائل والأحزاب اليمنيه التي تشكل المقاومه الى ديارها بسبب فقدان الثقه والمصداقية في التحالف العربي لإعتقادها بأنه لم يحمي حكومة الشرعية اليمنيه وهذا الإعتقاد تغذيه وسائل الإعلام الايرانيه والحوثية واعلام حزب الله والجزيره . إن عناصر المقاومه تقول بأن حماية الشرعيه هي المهمة التي تم استدعاء التحالف الى اليمن من اجلها ، وبطلب من هذه الحكومة الشرعيه ، التي تريد ايران وحلفائها ازالتها . إن بعض المتابعين يَرَوْن أن من اخطر النتائج اذا غابت حكومة الشرعيه المعترف بها دوليا ، فإن المجتمع الدولي سيقبل شرعية الأمر الواقع الذي فرضته إيران ، وسيقول لدول التحالف ( لقد انتهى مبرر دعمكم ومشاركتكم في الحرب اليمنيه ولا بد من إيقاف الحرب وستعمل حين ذلك بعض الدول الكبرى الدائمه العضوية في مجلس الأمن على استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي ينسف جميع القرارات الدولية السابقة ويفرض وقف إطلاق النار ) ، ولهذا فإن على دول التحالف وضع هذه الإحتمالات في الحسبان ولا يشك عاقل بأن التحالف العربي يأخذ ذلك بالحسبان سواء القيادات السياسية أو القيادات العسكريه بالذات التي عليها ان تدرك بأن الوقت ليس في صالح الشرعيه والتحالف بالرغم مما تحقق ، وأن عدم إنجاز فك الحصار عن (تعز) وتحريرها وعدم إنجاز المهام العسكرية في فرضة ( نهم ) والتقدم إلى صنعاء وفِي (ميدي ) وفِي (الحديده ) وفي ( صعده ) وغيرها ..
سيؤدي الى إلى تحول الرأي العام اليمني لإتخاذ مواقف سلبيه ضد هذه الحرب وسيسحب ثقته من الحكومة الشرعيه اليمنيه وسيتخذ مواقف مغايرة تماما للأهداف التي تريد الشرعية والتحالف تحقيقها ، ونحن نرى ونلاحظ دخانا ولا دخان من غير نار ، إن ذلك سيؤدي الى نجاح سياسة ايران وحلفائها في اليمن وتحقيق أهدافها الكثيره التي منها محاولاتها لتحويل اليمن الى مستنقع لا تستطيع المملكة العربيه السعوديه الخلاص منه لغرض تعطيل برامج التنمية العشرية في السعودية وإجبارها على الخضوع لنتائج ألمد والنفوذ الفارسي في المنطقه العربيه ، وهذا لن يحدث ولن يكون أبدا لأن عجم ايران المجوس لا يدركون حجم وقوة وقدرات ونفوذ السعوديه في المحيط العربي والإسلامي والدولي . إن كل المحللين والخبراء الإستراتيجيون ، يستغربون حدوث هذه الهزة أو الحركة التمردية في عدن ، ويقولون أليس من الأجدى والأفضل لو تحركت ميليشيات عيدروس الزبيدي ومن يساندها الى جبهات القتال ضد الحوثيين لمساندة ومعاضدة الجيش الوطني …!!؟
ويتساءل المراقبون كذلك أليس من الأفضل دعم ومساندة الجيش الوطني بكل احتياجاته ثم تركه ينطلق الى فك حصار تعز وتحريرها واستعادة الشرعيه لصنعاء وتعز والحديده وحجه وصعده وصرواح وغيرها … بدلا من ترك هذا الجيش الوطني والمقاومه يغرق ويستنزف من اجل السيطرة على تباب وجبال هنا وهناك !!! ؟ .
اذا اشتعلت الجبهات المذكوره وحمي الوطيس وخلصت النوايا ، فإن المستشارين الإيرانيين سيضطرون الى سحب القردة الحوثيين ومرتزقتهم من تلك الجبال والهضاب للقتال في الجبهات الساخنه . ويستمر المحللين في التساؤل … أليس من الأفضل استقطاب القبائل اليمنيه ومشائخها في كل المحافظات اليمنيه بطريقة أفضل واسلم من الطرق السابقة مبنية على استراتيجية علمية مدروسة !! – ألم يكن من المهم إستلام القيادات اليمنيه المؤهلة لمهام القياده بدلا من تلك القيادات الضعيفه التي لاخبرة لها . أو ليس من المهم محاسبة اَي قيادة عسكريه من دول التحالف على عدم تحقيق الأهداف أو من الجيش الوطني أو المقاومه عن اَي خطأ او خلل أو تقصير في إنجاز المهام أو ما تتسبب فيه هذه القيادات خاصة وأن بعض العناصر والقيادات اليمنيه على كل المستويات يشك في ولائها لليمن أرضا وشعبا وتتعامل مع ايران والحوثيين جهارا ونهارا .
إن الأهداف الحقيقية للفرس واسيادهم وحلفاؤهم من وراء الستار والمتفقين معهم على المستوىات والمديات الإستراتيجيه
هو النيل من المملكة العربيه السعوديه أرضا وحكومة وشعبا وتاريخا ،
ولكن بأعلى الأصوات يقول احفاد الصحابة شعب المملكة العربية السعوديه إنه لا كسرى بعد كسرى ولا قرمطي بعد ابو الطاهر القرمطي . إن عليهم أن يفهموا بأن اليمن لن يكون مستنقعا للسعوديه وأنه سيبقى عربيا أبيا شامخا كشموخ حضارته اليمانيه
– وعليهم ان يفهموا أن خطط التنميه في السعوديه منطلقة بأسرع من صواريخهم التي أطلقها القرامطة الجدد على مكة المكرمه التي بها الكعبة المشرفه . عليهم ان يفهموا ان القيادة السياسية في المملكة العربية السعوديه تتميز بالحكمة والهدوء والتأني ، ولكنها أيضا تتميز بالدهاء و الحزم والعزم وأن الزعيم القائد الذي اطلق عاصفة الحزم له القدرة على إطلاق العديد من العواصف الحازمة والناسفه ضد كل الخونة والعملاء والإشرار والداعمين للإرهاب والطامعين في التوسع ، كما يصوره لهم خيالهم المريض . أليمن سيبقى على نهج العروبة والإسلام والسعودية ستبقى حامية للعروبة والإسلام حتى يرث الله الأرض ومن عليها .