راكان الحمياني
قيل في الماضي أن المعتصم بالله بنى مدينة غاية في الجمال والروعة ومن شدة إعجاب الناس بها وسرورهم عند رؤيتها سماها “سُر من رأى”. ولكن غزاها المغول ودمروها وهدموا أسوارها وانتهت معها الدولة العباسية.
حدث أن شاهدها شخص أحزنه ما تغير فيها فسماها”ساء من رأى” وبتخفيف الاسم تحولت لـ “سامراء” – تلك المدينةالمشهورة في العراق – بعد ذلك صارت ملامح جمالها آثار حزينة تُبكي من يراها على ما كانت عليه من جمال ونظم فيها الشعراء أبيات يرثونها فيها تُذرف معها دموع القلب على ما آلت إليه.
حين سمعت القصة تخيلت الفرق الشاسع ما بين وضعها سابقاً ووضعها بعد الغزو المغولي لكن حين بدأت الثورات في العالم العربي ورأيت كم الدمار والهدم والتخريب في مدن العالم العربي أحزنني الحال وتخيلت لو أن من سماها”ساء من رأى” شاهد مدننا في الماضي وشاهدها مرة أخرى في هذه الأيام وقد دُمرت وحُطمت لسمى نصف مدن العالم العربي “ساء من رأى” ولربما سمى الآخر”أبكى من رأى” أو “أوجع من رأى” أو لربما وجد أسماء تدمي القلب أكثر.
فمن يرى الطفل يموت من الجوع أو يموت من البرد أو يلقى نحبه غرقاً لا يملك غير أن يبكي على ما آل إليه الوضع في هذه المدن الجميلة الرائعة التي كان العالم يشهد لها بالجمال وكان الشعراء يتغنوا بسحرها وجاذبيتها، كما سافر إليها الكثير من الناس من كل أقطار العالم حتى يزوروا معالمها الأثرية والتاريخية.
كم يسوء القلب حين تصبح هي بكبرها معلم أثري تاريخي لعدوان غاشم معتدِ.
لا يسعنا – للأسف – سواء أن نرفع الأيدي ندعو أن يعيد الله لها حريتها وتعود لأهلها وطناً يحميهم ويأويهم.
التعليقات 1
1 ping
الجواهر
15/07/2018 في 12:43 ص[3] رابط التعليق
ماشاء الله أ. راكان حقيقه أذهلتني بقوة العزيمة والتغلب على الصعوبات انت نموذج ناجح يفتخر به