للكاتب / عبد الرحمن بن حفظ الله الحكمي.
عندما تتحدث لغة الأرقام عن ثروات بلدان كانت فقيره وأصبحت من الدول المتقدمة ستجد أن السبب الرئيسي لتقدم تلك البلدان هو استثمار العقول البشرية. لا تحدثني عن ثروات دول أبنائها مشحونين بالأحقاد والجهل والمناطقية التي تقود الى الدمار الاخلاقي واقتصادي. “نيجيريا واليمن” على سبيل المثال من الدول التي لديها الثروات البيئية والمعدنية التي تتميز بها عن كثير من دول العالم، ولكن لو نظرنا الي حالها لوجدت العجب. والسبب الرئيسي هو عدم استغلال واستثمار الانسان بالشكل الصحيح. فمن آلاف السنين، اكتسب الانسان في هذه الدول المناطقية والاحقاد والعرقيات والطبقات حتى أصبح من الصعب بل من المستحيل تجاوز هذه الازمة أو التقليل منها. وفي الجانب الاخر، سنغافورة التي جهش رئيسها بالبكاء لعدم وجود الماء في بلده وهو أبسط مقومات الحياة. ولكن بعد تكريس الجهود وشخذ الهمم اتجه لاستثمار الانسان ليصبح دخل الفرد السنغافوري في مقدمة الدول. اليابان التي أنهكتها القنبلة النووية والزلازل مثال اخر على التقدم المذهل الذي أبهر العالم في مدة لا تتجاوز الخمسين عام فقط. في بلدنا المباركة والتي ميزها الله بخيرات كثيرة، سخر الله لها سلمان الحزم ومحمد العزم اللذان قاما بتحويل البوصلة كامله بما فيها من صعوبات الي الاتجاه الصحيح. ولاكن ما زال هناك الكثير من مسؤولين هذا البلد يتجاهلون ولا يعرفون مواطن الاستثمار الحقيقي، ذلك الاستثمار الذي سوف يقود هذا البلد وأبنائه الي الانتاج والتقدم والرقي اللا منتهي. سيدي المسؤول، هل سالت نفسك عن التكلفة الحقيقية لجهازك الخلوي؟ هل سالت نفسك كيف تم تصنيعه وبرمجته وتطويره؟ يجب ان تفكر كثيرا فيمن قام بصناعه الطائرة والسيارة الفارهة التي تركبها كيف صنعت! هل تعلم ان شخصا ك” توماس ادسن” قادر على خدمة الإنسانية لعقود من الزمن، هل تعلم أن شخص مثل ” ستيفن جب” قادر على تأسيس وقيادة شركه تقدر أرباحها ب 300 الف دولار في الدقيقة الواحدة. هل تعلم عزيزي المسؤول المحارب للأكفاء والموهوبين من أبناء بلدك ان هناك الكثير في هذا البلد من أمثال ستيف جب وتماس اديسن وغيرهم ممن خدم الإنسانية؟ دعني اهمس في اذنيك، ان شباب هذا الوطن تفوقوا على الكثير من شباب العالم في شتى المجالات. وإن الكثير من ثروات الأثرياء حول العالم بدأت بعمل تطبيقات على أجهزه الجوال وغيرها من التقنيات الحديثة. ان شركة مثل مايكروسوفت طورت واستغلت الثروات الإنسانية للحصول على أرباح تصل الي 327 مليار دولار سنويا!! كل تلك الأرقام الفلكية من الأرباح لم تستخرج من باطن الأرض، إنما استخرجت من عقول واستثمار الانسان بالشكل الصحيح. قاده هذه الشركات ليسوا بأفضل من أبناء هذا الوطن ولكنهم يؤمنون ان الثروة الحقيقية هم موظفيها. ولتحقيق رؤيتنا المباركة، نحتاج للاستثمار في هذا الجيل المفعم من الشباب والفتيات، ثم الايمان بان أبناء هذا البلد هم الاستثمار الحقيقي، وانه باستثمارهم نستطيع ان نحقق بلد ذوا تطور مستمر واستثمار غني جدا لن ينقطع. سيدي المسؤول، لا تنظر الي باطن الأرض وما ستستخرجه منها، فالشباب هو الاستثمار الحقيقي. أحلامنا تعانق السماْء وولاة امرنا بعد الله خير داعم، فهذا البلد يستحق التضحية وابناؤه يستحقون ان يكونوا في مقدمة الشعوب.
عبد الرحمن بن حفظ الله الحكمي.
التعليقات 1
1 ping
سلطان الحكمي
29/12/2018 في 2:14 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل ومعبر عن الواقع
الى الامام