مرضي الشمري
ياخادمَ البيتينِ والروحُ الفدا
وكريمُ وجهكَ قد أضاءَ الفَرْقَدَا
ومليكُ خيرٍ والوجودُ بهِ شدا
ويُزِينَهُ صدق المودةِ عَسْجَدَا
ومَليكُنا الشمسُ الشموسُ إذا بدا
ليثُ الحمى عند الشدائدِ مُرعِـدَا
جُوْدٌ بدوحتهِ نسائمُ جدولٍ
قد صار في دنيا السماحةِ مَوْرِدا
من أرْضِ نجدٍ والحجازِ وطيبةٍ
مُهَجُ الرجالِ الصِّيدِ قالتْ: يُفْتَدَى
كلّ القلوبِ تباشرتْ بمليكها
طَرِباً حداءُ بشيرِها مُتوجّدَا
يا قبلةَ الإسلامِ تيهِي واسعدِي
مِنْ أعذبِ الأشواقِ جودِي بالنِّدَا
شِبْهُ الجزيرةِ أهلهُا قد هلّلوا
والطيرُ في جنباتِها قد غَرّدَا
وتلفُها كفُّ النديِّ سماحةً
تلكَ الشوامخُ عطّرتْ قَطرَ النَّدَى
طارتْ قلوبُ العالمين تَعَلُّقاً
وتَعَطُّفاً و تَكَرُّماً و تَوقُّدَا
فتمايلتْ أغصانُهُا بل رددتْ
وترنمتْ أركانُ عزٍّ شُيدَا
وتهللتْ أفراحُ شعبٍ تَحتفِي
وتناغَمَتْ طرباً ولحناً مُفْردَا
نَحو الذِي عذبُ الفراتِ نميرهُ
والمجدُ قد مدَّ الأيادي مُنشِدَا
أَسْرَجْتَ مِنْ خَيْلِ التَّفَانِي صَهْوَةً
فتعلّقتْ آمالُنَا بِكَ مُنْجِدَا
وَصَنَعْتَ مِنْ أَرْجَاءِ رُوحِكَ حَادِيًا
وسبقتَ بالغيثِ العميمِ تَفَرُّدَا
رُمْتَ الشَّوَاهِقَ بالْخُطَى فَتَفَتَّقَتْ
و بنيتَ صرحًا في الفؤادِ مُشَيدَا
نِلْتَ المَحبَّةَ و السَّمَاءُ تَنَزَّلَتْ
هتّانَ رضوانِ الإلهِ مُؤكّدَا
فاخْضَرّ روضٌ في القلوبِ كأنّهُ
زُمَرٌ من الرحماتِ قد مدّتْ يدَا
فليحمهِ ربُّ الأنامِ و يُبْقهِ
للنبلِ رمزاً والسماحةِ و الهدى
يا صَرْح عزٍّ قد سرى بنسيمهِ
دفقُ الحنان .عبيرهُ مُتَوَرّدَا
مِنْ مَرتعِ البوحِ الجميلِ تحيةً
تَهْوَى الأهلةَ في السماءِ لِـ تَصْعَدَا
لمليكِنا شِبْلُ الْأُسُوْدِ عَرِيْنُهَا
و وليِّ عهدِهِ إذ يُعَانِقُ سُؤدُدَا
في ثغرهِ رَقَصَ الندَى سادَ التُّقى
حلَّ الرِّضَا والجودُ منهُ قد بدَا
هذا رحابُ المجدِ في أرجائهِ
كرمٌ يزيدُ سموهُ عَبْر المدَى
هذي مآثرهُ التليدةُ أُزْلِفَتْ
تعُطِي الشُّمُوخَ العبقريَّ تَمَجُّدّا
أيلومني بعد المحاسنِ لائمٌ
بالسعي نحو رحابهِ مُتَوَدّدَا
هذي إليهِ تحيتِي أهديتها
لتُشاركَ الأقمارَ منْزلهَا غَدَا
فتفضلُوا بقبولِها و تكرّمُوا
بالعطفِ فضلاً دافقاً كي أَسْعَدَا