رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية وبحضور صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء، المؤتمر الدولي للقلب الصناعي وزراعة القلب الذي يقيمه مركز الأمير سلطان للقلب بالأحساء بالتعاون مع مركز القلب بمستشفى البيتيه سالبيترير في باريس، والمؤتمر الدولي السادس لجمعية القلب الأوروبية وجمعية القلب السعودية، بحضور نخبة من أطباء القلب حول العالم.
وفي بداية حفل الافتتاح قام سمو محافظ الأحساء بافتتاح المعرض الطبي المصاحب للمؤتمر، ثم ألقى سموه كلمته مؤكدًا أن المملكة تسير بخطوات جبارة نحو الحداثة والتقدم والتطور ضمن رؤية 2030، تحت رعاية وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز– يحفظهم الله ، مبينًا أنها خطوات تشمل جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، منوهًا بأنه لم يفت المملكة بالتأكيد إدراك أن الرعاية الصحية وتحسينها وتقديم أفضل الخدمات فيها يقع في صلب خطوات التحديث هذه.
وبيّن سموه أن هذا المؤتمر يأتي اليوم ضمن سياق كبير لتطوير الخدمات الصحية والارتفاع بها لأعلى مستوى، خصوصًا وأن أمراض القلب تمثل نسبة تقترب من 46% من عدد الوفيات المسجلة في المملكة سنويًا، ولذا فنحن نطمح ونعمل بجد لرفع مستوى الرعاية الطبية فيما يخص أمراض القلب مع التأكيد على التركيز على الجانب الوقائي بذات الجهد الذي نركز فيه على الجانب العلاجي.
وقال سمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود: “نرى في الأحساء جهدًا مميزًا جدًا امتد على مدى عدة أعوام للارتقاء بخدمات طب وجراحة القلب، وهو جهد بدأ يؤتي أكله بوضع الأحساء على الخارطة المحلية والاقليمية كمركز لعلاج وجراحة أمراض القلب، ونطمح أن يستمر هذا الجهد لنحتل مكانا بارزًا إقليميًا ودوليًا.”
وأضاف سموه: “إننا ونحن نستقبل عددا من أبرز اطباء وجراحي القلب من مختلف دول العالم، نرجو أن يستفيد أبناؤنا من كل ما يمكن أن يقدمه لهم هؤلاء الأطباء والجراحون المميزون، ونرجو أن يكون هذا المؤتمر ناقلًا فاعلًا للمعرفة والتجربة العلمية والعملية، وحدثًا تفاعليًا لتبادل ونقل الخبرات، وهو ما سيعود بالفائدة على كل المشاركين ويسهم في تقديم أفضل الخدمات الطبية الممكنة للمرضى سواء في المملكة أو في أي مكان بالعالم.”
وبدوره أكد مدير مركز الأمير سلطان للقلب بالأحساء، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور خالد الخميس بأن هذا المؤتمر يأتي ضمن سياق نهضة صحية كبرى تشهدها مختلف مناطق المملكة تحت مظلة دعم منقطع النظير من حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين، وتمثل هذا الدعم في الرعاية الكريمة للمؤتمر من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز وتشريف سمو محافظ الأحساء، وذلك إيمانًا من قيادات المملكة بأهمية الارتقاء بالقطاع الصحي وبما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
وأشار إلى المستوى العالي والمميز للقطاع الصحي في المملكة، والخدمات المتطورة التي تقدمها وزارة الصحة، ونخص بالذكر مراكز القلب التي تحتل مكانة كبرى في رؤية وزارة الصحة وهو ما يظهر من التوزيع الملحوظ لمراكز القلب في جميع مناطق المملكة، والعمل على تشغيلها وتطويرها بشكل مستمر لتقديم خدمات على أعلى مستوى في مختلف بقاع المملكة الشاسعة، حيث اصبحت تجرى جراحات القلب المفتوح والعمليات المعقدة في المناطق الطرفية بما يخفف من عناء المواطنين والمقيمين بالمملكة.
كم
وأوضح الدكتور الخميس أنه في ضوء التحديات والمستجدات التي تواجه القطاع الصحي، جاءت توجيهات وزارة الصحة للمرحلة المقبلة خاصة جانب اعتماد مفهوم الجودة الشاملة وإدارة الموارد البشرية والمالية بكفاءة، مبينًا أن مركز الأمير سلطان للقلب بالأحساء لديه خطة استراتيجية تطمح للوصول لموقع ريادي في تقديم خدمات الرعاية الصحية والتخطيط الفعّال للمستقبل، ضمن استراتيجية تعتمد على محاور رئيسية ركزت في أهدافها على ضمان تجويد الخدمات والحفاظ على سلامة المرضى وتنمية رأس المال البشري مع مراعاة الاحتياجات المستقبلية.
ولفت إلى إنجازات ونجاحات المركز التي تمثلت في الحصول على نسبة 99% في جودة الرعاية الصحية من اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية في الولايات المتحدة الامريكية، وشهادة الاعتماد في برنامج علاج الجلطات القلبية الحادة وشهادة الاعتماد في برنامج علاج فشل عضلة القلب من اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية في الولايات المتحدة الامريكية، ليكون بذلك المركز السادس على مستوى العالم الذي يحصل على هذه الاعتمادات العالمية الرفيعة مجتمعة خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال إن المركز نجح أيضا في الحصول على الاعتماد كمركز مرجعي متخصص على مستوى المنطقة الشرقية من مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي لتقديم الرعاية الطبية لموظفي شركة أرامكو السعودية وذويهم ، وحصل المركز على شهادة المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية بنسبة 95,11 %، وشهادة الاعتماد في برنامج السياحة العلاجية من اللجنة العالمية لاعتماد المنشآت الصحية بالولايات المتحدة الامريكية (أول مركز بالشرق الأوسط والسابع عالميًا)، وكذلك حصد المركز المرتبة الأولى وفق نتائج برنامج قياس تجربة المريض، عن الخدمات المقدمة لمراجعي العيادات الخارجية على مستوى مراكز القلب بوزارة الصحة بالإضافة إلى إدراجه في قاعدة بيانات الجمعية الأوروبية للقلب الصناعي، حيث تنشر نتائج المركز الدورية بكل شفافية.
ونوه بأن هذا المؤتمر يأتي كتتويج لمسيرة وإنجازات المركز حيث يشهد مشاركة نخبة من أفضل أطباء وجراحي القلب في العالم، والذين نشكرهم على حضورهم ومشاركتهم ، مشيرًا إلى أن المؤتمر يشهد مشاركة 140 متحدثًا من 16 دولة حول العالم وتقام خلاله 34 جلسة علمية تناقش 172 ورقة علمية إضافة إلى 12 ورشة تدريب متخصصة منها 8 ورش عمل تطبيقيه حية، وذلك ضمن 4 مؤتمرات علمية وهي مؤتمر القلب الصناعي وزارعة القلب، ومؤتمر الجمعية الأوروبية السعودية للقلب، وجمعية جراحة القلب السعودية، ولتحقيق الشمولية يعقد ضمن فعاليات هذا الحدث الكبير مؤتمر التمريض الذي نسعى من خلاله إلى دعم جهاز التمريض، الذي يلعب دورًا كبيرًا وملموسًا في رفع مستوى الأداء، ويسلط الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه الكادر التمريضي في رعاية مرضى القلب.
وعبّر الدكتور الخميس في نهاية كلمته عن شكره وتقدير للرعاية الكريمة من سمو أمير الشرقية للمؤتمر مثمنًا تشريف وحضور سمو محافظ الأحساء لحفل الافتتاح داعيًا المشاركين فيه إلى الاستفادة العلمية من فعالياته وجلساته وورش عمله وأوراقه العلمية المتخصصة مشيرًا إلى المركز العالمي والمكانة الرفيعة التي أصبحت تحتلها المملكة في مجال طب وجراحة القلب، مؤكدًا على الدور الكبير المُتوقع للمؤتمر ومخرجاته في تطوير خبرات الممارسين الصحيين والطبيين المشاركين والارتقاء بمنظومة الخدمات الطبية في مجال أمراض وجراحة القلب إلى المستوى الذي تطمح له قيادة المملكة في رؤية 2030.
وفي نهاية حفل الافتتاح قام سمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي بتكريم الجهات الراعية والمشاركة بالمؤتمر، كما قدّم رئيس اللجنة المنظمة لأعمال المؤتمر الدكتور خالد الخميس هدية تذكارية لسمو المحافظ.