للكاتب / حسين بن محمدمعلوي .
تستضيف الجمهورية التونسيه في هذا اليوم الأحد ( ٢٤ رجب ١٤٠٠هـ ٣١ مارس – ٢٠١٩ م ) القمة العربية الثلاثون التي ستعقد في ظروف محلية وإقليمية ودوليه صعبة يعيشها العالم العربي .
إن تونس البلد العربي الشقيق رغم صغر مساحته الجغرافيه وقلة عدد سكانه وموارده إلا أن له دورا بارزا وكبيرا ومؤثر في فعاليات السياسة العربيه ، ففي الماضي إحتضنت تونس جامعة الدول العربيه عندما انفرط العقد العربي بعد زيارة رئيس مصر السابق انور السادات لإسرائيل في آخر عقد السبعينات من القرن الماضي . وعندما خرجت الجماهير التونسيه في تاريخ ( ١١) ديسمبر عام ( ٢٠١٠ م) طلبا لحل مشاكل البطاله والفقر والخدمات في تونس استطاعت تونس أن تكيف نفسها مع طلبات شعبها لتنطلق سفينة الإصلاح فيها دون الدخول في حرب اهليه .
واليوم هاهي تونس الخضراء تحتضن القاده العرب وسط بحار هائجه وأعاصير عاتيه من المؤمرات الإقليمية والدوليه ضد البلاد العربيه في ظل خلافات عربيه عميقه أدت الى استغلال القوى الإقليمية والدوليه تناقض وتضاد السياسات العربيه واختلافها للإستمرار في تنفيذ مخططاتها المعادية للعرب والمسلمين التي تعني فرض خطط الشرق الأوسط الجديد أي إعادة تقسيم العالم العربي ومساندة التوسع المذهبي والحغرافي الإيراني ، وتصفية القضية الفلسطينيه بعد الإعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل واقتطاع الجولان السوري ليكون ارضا اسرائيليه وليس ارضاً سورية محتله وإيقاف المساعدات المالية الأمريكية للفلسطينيين . إن القمة العربية المنعقدة في تونس بالغة الأهمية للعرب لضرورة ظهورهم بمواقف حازمه وقويه ضد تمادي اعدائهم وقوى الإستغلال العالميي لضعفهم وهوانهم على الأمم والشعوب وعلى انفسهم . إن قمة تونس لا بد أن نعالج عدد من الملفات الهامه التي تمس الوجود والمصالح العربيه ومنها ، ملفات التوسع الإيراني والجولان والقدس واليمن وليبيا والتعاون العربي وغيرها من الملفات وهنا يأتي مربط الفرس ودور الصخرة الصماء المملكة العربية السعوديه التي تكسرت على صلابة مواقفها وتلاحم شعبها مع قيادته كل المحاولات اليائسه لتفتيت اقوى القلاع العربيه . إن السعوديه هي الحاضنة لوحدة الصف العربي وهي الداعمه لتونس في الماضي ولا زالت تدعمها في الحاضر لتتمكن من القيام بدورها أمام شعبها ودورها في شمال افريقيا ودورها في جامعة الدول العربيه في قمتها الثلاثين المنعقدة قي تونس .
إن القيادة السعودية تدرك بأن قَدَرْ السعوديه أن تقود الأمة العربيه الى بر الأمان وعدم تمكين القوى الطامعة في ثروات العرب للنيل من سيادتهم على اراضيهم ووحدة ترابهم الوطني وخيرات بلادهم وحقوقهم الأصيلة والمكتسبه ، ومن هنا جاء الإصرار السعودي على تهيئة كل الظروف للقمة العربية العربيه الثلاثين استكمالا لما تم انجازه في القمة التاسعة والعشرين للخروج بقرارات صائبة وحازمه تعزز التضامن العربي وتدعم حماية الأمن الوطني لكل دولة عربيه والأمن القومي العربي .
لقد لاحظ المراقبون والمحللون أن قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للقمة العربية التاسعة والعشرين التي إستضافتها السعوديه في مدينة الظهران العام الماضي كانت قيادة حكيمة وموفقه ، وأن موقفه الحازم في تلك القمه واطلاقه لمسمى ” قمة القدس ” على تلك القمه العربيه كان ذو أثر قوي ورد حاسم لتلك القوى التي إعترفت بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل على حد زعمها . يضاف الى ذلك أن القمة العربيه التاسعة والعشرين التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين قد اصدرت عددا من القرارات المهمه وقدمت كثير من المبادرات التي اسهمت في تعزيز العمل العربي المشترك ، وهنا نذكر أنفسنا ونذكر كل المتابعين والمهتمين بما ذكره سمو ولي العهد السعودي اثناء انعقاد مؤتمر ” دافوس الصحراء” في الرياض عندما قال سموه “بأنه معني بجعل الشرق الأوسط – اي العالم العربي – ليكون أوروبا الجديده ” … إن المملكة العربية السعودية تسير على هذا الطريق وتبذل الجهود للخروج بأمة العرب من أوضاعها المتردية والمحزنه في كل المجالات . إن الشعوب العربيه تنظر الى هذه القمه على أنها ستكون قمة الرد الحاسم على إستخفاف قوى إقليمية ودولية بعينها بالحقوق الفلسطينية والسوريه والعربية والتدخلات التوسعية الإيرانية وغيرها . إن ذلك الإستخفاف يتضح من تنصل تلك الدول والقوى عن قرارات الشرعية الدوليه الممثلة في هيئة الأمم المتحده وقراراتها الصادرة بشأن القضايا العربيه .
وفق الله خادم الحرمين وزعماء العرب المشاركين في هذه القمه العربيه الثلاثين لما فيه الخير والإصلاح والصلاح .
اللواء الركن متقاعد /
حسين محمد معلوي
قائد حرب درع الجنوب ضد الحوثيين عام (٢٠٠٩ م ) ضد الحوثيين .