وأنت تتجول داخل حي “البرماوية” في كيلو 14ترمقك نظرات ساكنيه وتسمع همهماتهم، ولسان حالهم يقول”غريب يدخل حينا”.فالفوضى تعم المكان حيث لا يوجد موقع في الحي إلا وقد انتشرت فيه النفايات والقاذورات إلى جانب انتشار الحشرات الضارة والفئران إضافة إلى طفح مياه الصرف الصحي التي تغطي جميع الأزقة المتفرعة من الحي وانتشار الروائح الكريهة فضلاً عن غياب السفلتة والنظافة والتنظيم وكذلك قيام بعض العمالة البرماوية ببيع اللحوم على قارعة الطريق في السوق الذي يتوسط الحي
والأسماك تعانق الذباب والخضروات تلفحها الشمس ويغطيها الغباروالغريب في كل مشهد داخل هذا السوق الذي يسميه سكان الحي بسوق البرماويين نسبة إلى الأكثرية التي تقطن فيه عملية كثرة البيع والشراء إذ يتوافد عليه المتسوقين من ذات الجنسية فرادى وجماعات بحثًا عن المنتوجات التي تباع فيه من معلبات منتهية الصلاحية موجودةفي بسطات أمام البقائل الصغيرة وبداخلها وأسماك متعفنة وأكلات شعبية ودجاج يذبح في محلات مخالفة بدون لوحات ولاتصاريح وبأسعار رخيصة وبنصف السعر المعروض في السوق ويخالف البائعون في السوق قرار منع فتح محال لبيع وذبح الدواجن الحية داخل الأحياء السكنية الذي يقضي بعدم السماح بهذا الأمر تجنبًا للأضرار البيئية والصحية في ذلك
ومن الأشياء الغربية في السوق بيع اللحوم على قارعة الطريق حيث يشاهد المارة المواشي وهي مذبوحة وملقاة على الأرض وغالبًا ماتكون تلك المواشي التي تباع في السوق قد أوشكت على الهلاك أو أنها نفقت وتعفنت ومن ثم تذبح وتباع للمستهلكين
في هذا الحي تكثر المباني السكنية الشعبية المتهالكة الخاصة بالبرماوية التي تمتازبالطوب الأحمر “عظم” وكأن من شروط البناء لديهم أن تبقى كما هي دون تلييس حيث ساهمت في القيمة المتدنية لأسعار إيجار المنازل الأمر الذي يدفع عددًا من عوائل البرماوية للسكن بذلك الحي. و تعد أعمال النجارة وتنجيد السيارات الأكثر مزاولة بين البرماويين في كيلو 14، حيث إن هناك من خصصواأماكن غير نظامية داخل منازلهم يقومون فيها بتصنيع قطع الأثاث الخشبية وغرف النوم والكنبات وبيعها على المحلات الموجودة ببعض الأسواق الشعبية كسوق الصواريخ والأهدل وسوق الجامعة الشعبي و غيرها من الأسواق المتعاملة مع هذه العمالة البرماوية لانخفاض تكلفة شراء الأثاث لديهم مقارنة بمصانع ومستودعات الأثاث الأخرى.