عبدالصمد زنوم
صباحُ العيدِ كم هيّـــجت ذِكرى
وكم أثلــــــجتَ بالأفراحِ صـدرا
جلبتَ الحُبَّ في برديكَ صبحا
وأطلــــــقتَ الشّذى ريّاً فأطرا
وجوهُ الناس كالإشراقِ أضحت
تُقَبِّــــــلُ بعضها وتجودُ تـــترى
كأنَّكَ تُكْحِلُ الأحــداقَ ســلوى
وتُلبِـــــسُ لِلرُّبا حُللاً وبِــــشْرا
سكبـــتَ الجودَ كالأمزانِ ريّا
ففاض الخيرُ واسْترضى وأقرى
فكم يا عيدُ في شـــــــطّيكَ بتنا
نُدَلّلُ بعضنا طـــــرباً وشـــــعرا
ونخــــطُفُ قُبــــــلةً من خدِّ خلٍّ
تسرُّ القــــــلبَ كالأنسامِ حرّى
ومن كالــــــوردِ يوم العيدِ يبدو
له في صدرِنا عــــــــبقاً وعِطرا
كمثلِ الفُلِّ في الأغـصانِ سالٍ
تبسّـــمَ لِلصّبا وهــمى فأغرى
نرى في عينِهِ ماضٍ فنــــسلوا
ونذكُرَ صــــــورةً تجـــتازُ عُمرا
فــمـــا أرواحُـــــــنا إلاّ كــطفلٍ
ويــــوم العــيدِ حرّرَها وأثـــرى
فـــعانق وجدها ورعى خُطاها
وحرّكَ شجـوها صُبحاً وعصرا
فأهــــلاً عيدَنا ياخـــيرَ ضــيفٍ
وشكرا لِلــــنّدى يا عــــيدُ شُكرا