هناء الجهني
باتت الرياضة بمختلف أشكالها وأنواعها من الأنشطة الحيوية المنتشرة في معظم الدول والمجتمعات ، فالرياضة شيقة محببة للنفس البشرية، ولا تخلو دولة أو مجتمع منها ، ولكن جمال الروح الرياضية تكمن في عدم التعصب والمبالغة في حب الفريق .
التعصب الرياضي نستطيع نقول بأنه: مرض الحب الأعمى لفريق، أو جهة رياضية مُعيَّنة، وفي الوقت نفسه هو مرض الكراهية العمياء للفريق المنافس وأنصاره، وتمنّي الضرر لكلّ ما يتعلّق بالنادي الخصم ، فالشخص المتعصب رياضياً يُحب نادِيَهُ المُفضَّل محبّةً مُبالَغاً فيها، تجعله يغفل عن الحقائق، وقد يتنازل عن كثير من مبادئ التعامل مع الآخرين بسبب تعصُّبه لناديه المُفضَّل.
إن من أسباب التعصب الرياضي؛ قلة الوعي الرياضي، وعدم الإلمام الكافي بالمعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف، وكذلك حب الذات (الأنانية) التي لا تقبل النقد أو الاستماع لوجهات نظر الآخرين.
للوقاية من هذا المرض يجب علينا تحكيم العقل عند الإقدام على أي تصرف ومعرفة المعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف وأن الرياضة فوز وخسارة، والإيمان الكامل بأن الرياضة وسيلة لإسعاد الناس وليست لزرع الأحقاد بينهم.. وأن يعرف الإنسان المتعصب أن هناك أموراً في الحياة أهم من الرياضة لابد أن يضعها في عين الاعتبار.
علينا الإبتعاد عن التعصب بشكل عام والرياضي بشكل خاص وذلك من خلال وسائل الإعلام؛ فعليها تقع مسؤولية عظيمة للكف عن إشعال نيران التعصب، فقد كان لوسائل الإعلام دور بارز في فتن كثيرة ومنها التعصب الرياضي.. وهذا الدور متوج بالمسؤولين عن الصحف والفضائيات والمواقع الإعلامية المختلفة .
أيضاً إعداد حملة توعوية بين صفوف الشباب في المدارس والجامعات تتألف من مجموعة من العلماء والدعاة والكتّاب لتنبيه الشباب وتحذيرهم من خطر التعصب الرياضي.. وعلى أولياء الأمور أن يعملوا على غرس قيم الحب والأخوة في قلوب أبنائهم، ونبذ التعصب، حب وشجع وتابع ناديك ولكن بعيداً عن جنون التعصب الأعمى هكذا ترتقي الرياضة ويعم بيننا التنافس الشريف والمحبة والمودة .