أمل الغامدي
ماكانت سوى دعابة تسلّت بها، حين أخبرته بحبها، أوهمته بأن العقد الذي أهداها سيكون عهدها، استمر يتأمل عينيها ،يداعب روحه بضحكاتها، وهي تجذبه دون وعي منها بتعلقه بها، أصبح يرى الأزهار بعينيها، ويتلذذ قهوتها ، اقترنت حياته بوجودها، وفي غفلة منها قرر مصارحتها بحبه، اقترب منها وهو يتمتم لاأستطيع، تحدث إليها بعبارة بائتة : صباح الحب ، لم يلفت نظرها ماقال فقد كانت تستعد لخطبتها، أحبُ اللون الأزرق، هكذا تعالت أفكارها، تعجب منها وتساءل عن عبارتها الغامضة، لم أفهم مرادك، لا تكترث إنني أفكر بصوت عالٍ، هلا ساعدتني قد أستفيد منك، لم يتفوه بكلمة فهو لم يسوعب ماتريد، ولم تنتبه لحاله ، استطردت في عجلة ، أريد أن أبدو كأميرة، قال لها: أنت أميرة، نعم نعم سبق أن أخبرتني، ولكنها ليلة خطبتي لذلك أهتم الآن بتفاصيلها، صارعته دمعة اقتلعها من قلبه، فألتفت إلى نافذة كانت هناك ، يخفي ألماً لا يُحتمل، وهي تثرثر عن خطيبها وإستعداد أهلها وإعجابها، صرخ في وجهها أصمتي ، صمت قاتل تجاوز الدقائق، ماذا بِكْ ظننتك تشاركني فرحتي، غلبته دموعه وعبرة خانقة ، سأفرح لكِ وإن ضاع حلمي، وعدتني بجنة وحرمتني طعمها، لم أعدُك بشيء كان لهواً ، تركته وهو يحدق في عينيها دون حِراك، وفي رحيلها لم يعد لعقدها بريق كما بهتت عيناها، قصة الفقد والفراق وألمها الذي يشعل الفؤاد ، تهاون أم سوء فهم ، وربما إعطاء أحدهم أهمية لا يستحقها، نتعجل في التعبير عن مشاعر لشخص لا يفهما، ولكن مفهوم الفراق السليم ، من يذهب لم يكن له مكان، الفراق إختيار بائس قد تجبرنا الظروف لطريقه، لحنٌ قديمٌ وبقايا نصمُّ آذاننا عنها، هل أخبركم بأصعب الفراق؟ فراق أُمٍّ عن أبنائها ، يصعب أحياناً علينا إستيعاب الألم ، ولله لطفٌ خفي يُفرحنا بعد فراق.