صالح الخبراني
لعل العنوان السابق يختصر كل الكلام ، في زمننا الحاضر انتشر القتل على أتفه الأسباب والسبب واضح وجلي لكل ذي لب وعقل .
ما إن تتم جريمة القتل إلا ويبدأ هياط القبيلة بالوقوف مع ابنهم القاتل والضغط بواسطة لجان إصلاح ذات البين على أهل المقتول وإغراؤهم بالمال من أجل التنازل ، بينما القاتل يعتبر وجوده في السجن مسألة وقت وأن قبيلته ستعمل المستحيل من أجل إبعاده عن ساحة القصاص .
حتى بعض أعضاء لجان إصلاح ذات البين لدي عليهم تحفظ ، بعضهم ينطبق عليه مسمى عضو لجنة استنزاف الأموال والمتاجرة بالرقاب فهو يسعى ليس ابتغاء الأجر بل للحصول على بعض الملايين مقابل إقناع أهل الدم .
للأسف مجرد أن تحدث جريمة قتل يحاول معظم الناس الخروج منها ببعض الغنائم وعلى رأسهم بعض المشائخ وبعض من يصنفون أنفسهم من ضمن لجان الإصلاح وهم للإفساد أقرب منهم للإصلاح ! مع العلم ولإحقاق الحق هناك من المشائخ ومن أعضاء لجان إصلاح ذات البين من يسعى لوجه الله وابتغاء الأجر ولكن أتمنى من هؤلاء التأني ومعرفة الأسباب التي أدت للقتل وهل يستحق القاتل الوقوف بجانبه أو لا ، أما السعي مع الجميع بغض النظر عن جريمته وأسبابها فهذا وللأسف يضر المجتمع أكثر مما يفيده .
في الماضي وعندما كان السيف هو الجزاء كانت هناك محاسبة للنفس قبل الاقدام على أي جريمة ولكن في الوقت الراهن أنتشر القتل بدم بارد والدية مقدور عليها !
بعضهم لا يعرف من القرآن سوى ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) ولكن ينسون قوله تعالى ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون )
لو كل شخص ارتكب حماقة وقتل نفساً بريئة ويتم أطفالاً ورمل زوجة وخلف أباً مكلوماً وأماً مكلومة ثم وجد السيف في انتظاره لفكر ( غيره ) مليون مرة قبل ارتكاب مثل ذلك التصرف ، لكن هياط القبائل وهرولة بعض عشاق المال تحت ذريعة الاصلاح هو من جعل القتل ينتشر والجرائم تزداد .
هناك حالات تستدعي الوقوف بجانبها كمن قتل دون عرضه وأهله ولكنها حالات قليلة ، لكن معظم الجرائم الآن تجدها لأسباب تافهة ، بل بعض القتلة ربما لأول مرة يرى المقتول ولو سألنا عن سبب القتل لوجدناه أمر تافه !
شخص يقتل لأن الطرف الآخر رفع عليه صوت منبه السيارة عند الإشارة فاشتاط غضباً ، وآخر يقتل لأن الطرف الآخر مال عليه وكاد أن يصدم سيارته الفارهة ، وثالث يقتل لأن الطرف الآخر اصطدم به وأتلف سيارته والتي يراها أغلى من نفس ذلك الشخص ، ورابع يقتل بسبب خسارة فريقه المفضل فلم يتمالك نفسه أمام ( طقطقة ) الشخص الآخر ! والأمثلة كثيرة على جرائم قتل حدثت لأسباب تافهة .
في المقابل نجد جرائم بشعة مارس فيها القاتل كل الافعال التي يحرمها ديننا وتخالفها عاداتنا وتقاليدنا مثل الاختطاف والاغتصاب ثم القتل ومع ذلك تجد من يقف معه ويدعو للصفح والعفو عنه .
إن استمر هياط القبائل ووقوفهم مع القتلة وهرولة بعض عشاق المال ممن يسمون أنفسهم لجان الاصلاح فتأكدوا أن القتل سيزداد والجرائم ستستمر ولن يوقفها سوى عودة السيف لقطع الرقاب ووصول القتلة لساحات القصاص .
التعليقات 1
1 ping
متابع
06/11/2019 في 6:17 ص[3] رابط التعليق
هل نسيت قول الله تعالى
((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ ))
عزيزي الكاتب لو أن لك قريب ولد او اخ وعزيز صار عليه هذا الموقف لا قدر الله ، هل ستهرول مهايطاً على حد قولك أم أنك ستقول السيف ويستاهل ؟!!