ياسين سالم
تتوالى اخبار التظاهرات في لبنان والعراق وتتسارع الأحداث التي أتت بشكل مفاجئ ومباغت وأدهشت الساسة في كلا البلدين وجعلت من اقطاب الاحزاب الموالية لإيران تقف في حيرة وحرج أيضا أمام مطالب المحتجين الذين طالبوا بحقوقهم كشعوب عربية ومنها العيش بحرية وكرامة وجو يسوده الآمان تحت حكومة قرارها وطني خالص لايخضع لأي تأثير خارجي مما جعل من إيران واذرعتها في الداخل تستخدم طريقة العصا والجزرة فتحاول إسترضاء الشعوب المنتفضة تارة وتهدد تارة أخرى بإنزال مليشياتها للشارع على لسان ممثليها كحزب الله وحركة امل في لبنان واحزاب الحشد في العراق .
كلا الشعبين اللبناني والعراقي في البدايه كانت مطالبهم حول فرض الأمن ومحاسبة الفاسدين والإصلاح والخدمات وتحسين الوضع الإقتصادي الذي لن يتحقق حسب نظرتهم إلا بعد معالجة وتعديل مواد الدستور المتشبثه بنظام المحاصصة الطائفية، حتى تطور الوضع واصبحت بعض المطالب ترتفع لحد أعلى كتعطيل الدستور الحالي وإلغاء مجلس النواب وإقالة الحكومة وإستبدالها بحكومة تكنوقراط تسير العمل مؤقتا لحين كتابة دستور جديد.
فمن شروط العراقيين لترك الساحة مثلا مطالبتهم بحكم رئاسي وعلى ان يتولى رئاسة الجمهورية جنرال عسكري غير منتسب لأي حزب وحصر القوة في يد الجيش والشرطة فقط وإلغاء نظام الحشد أو دمجهم بشكل رسمي في الجيش العراقي ونزع سلاح المليشيات وأن يكون نظام الحكم على مبدأ مدني ليبرالي بحت بعيدآ عن التكتل الطائفي والتحزب الديني والإصطفاف العنصري او العشائري ،
وفي لبنان هناك مطالب مشابهه في حصر السلاح بيد الجيش فقط وتجميد الأصوات الحزبية التي تستقوي على الحكومة وفرض نظام أمني صارم تجاهها بحيث تكون القوة حكومية وان يكون القضاء مستقل بعيد عن تسلط الاحزاب والمليشيات وهيمنة الدول الداعمة لأذرعتها في الداخل كأيران وحلفائها على القرار اي كان سياسي او اقتصادي او قضائي .
مطالب الشعبين كلها متشابهه ومشروعة وتنم عن وعي جماهيري عريض وعقلانية شعبية أدركت ان إتحاد الكلمة وجمع الشمل ونبذ الفُرقة هو الحل والوقوف ضد الطائفيين وساستهم الذين يتغذون على تفرقة الشعوب لأجل مصالح شخصية ومشاريع خارجية ومكاسب إنتخابية ليس إلا أيضا له دور بإيقاف نزيف البلدان امنياً وإقتصادياً وكبح جميع أوجه الفساد ، فبهذه العبارات خرج الشعب العربي في لبنان والعراق (إيران برا برا بغداد تبقى حره ،، شلع قلع كلكم حرامية ،، نريد وطن ،، بدنا وطن ،، كلُن كلُن والسيد منُن) والمقصود بها السيد حسن نصرالله .
عبارات بسيطه لكنها قضت مضجع اللوبي الفارسي وأجهضت سياسة التسويق لكذبة محور الممانعة أو المماتعة كما يحلو للبعض تسميتها! الممانعة التي يُزعم انها محور المقاومة وتسمى في بعض الأحيان (محور المقاومة والممانعة) .
اسم أطلقته ظاهراً على نفسها الدول والقوى التي تعارض السياسة الأميركية في العالم العربي وتؤيد “حركات التحرر الوطني العربية” وهذا المحور مؤلف من دول هي سوريا وإيران وحركات هي حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
كما تُعد الميليشيات العراقية التابعة لإيران وحركة الحوثيين باليمن جزءا من المحور كما انضمت مؤخرا دويلة قطر لهذا التخندق الذي لم يأتي على مقاسها بالأساس ولكن حب الظهور الذي يقصم الظهور زج بها لهذا المستنقع الآسن الذي أغرق منبر من لامنبر له واسكته تماماً عن تناول اخبار التظاهرات ولم نشاهد تجزئة للشاشه ونقل حي ومباشر لساحات لبنان والعراق !!
على أن يهدف هذا التحالف الذي تقوده إيران إلى معارضة مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة!! والواقع يشهد بغير ذلك تماماً فعلم إسرائيل يرفرف في الدوحة عالياً وحماس تستقبل الأموال من قطر عن طريق بنك اسرائيلي تحت إشراف المكتب والسفير الاسرائيلي وحزب الله جارة لإسرائيل ولم تطلق طلقة واحده تجاهها بينما تشترك مع المليشيات الإيرانية وذيولها في المنطقة بقتل الشعب السوري كذلك ينطبق على نظام الأسد وايضا سفارة أمريكا في صنعاء تُحرس من قِبل جنود مليشيات الحوثي التي تغني ليل نهار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.
هذا التناقض وهذه الإزدواجية في المعايير جعلت الكثير يتندر ويُطلق على مسمى الممانعة (مماتعة) حقاً هي مماتعة وزواج غير شرعي بين مصالح إيران والغرب وإسرائيل تحت غطاء المقاومة اكتشفتها الشعوب التي أصبحت اكثر وعياً وعقلانية وإدراك.
فالشعوب العربية بكل اطيافها ومذاهبها أرسلوا لخامنئي رسالة قوية مفادها ضحكتم علينا بمظلومية آل البيت وسرقتوا أوطاننا وفرقتوا كلمتنا ومزقتوا لحمتنا والان اخترنا أن ترحلوا وتكفوا عنا فنحن نريد وطن .