هناء الجهني
الحسد هو عدُّ النعم التي يحظى بها الاخرون، بدل من عدِّ نعمك ، هو تمني شيء ما لا تملكه، بل يملكه شخص آخر. هو مشاعر تمني زوال ما يملكه الآخر؛ من قوة أو مال أو إنجازات، وهو بشكل عام يأتي بنوعين؛ الحسد المذموم: وهو الذي يدفع بالشخص إلى التصرف وفق مشاعره، وإلحاق الأذى الفعلي بمن يحسد في حال لم يتمكن الحاسد من الحصول على ما يملكه المحسود. وهناك الحسد المحمود: ويسمى حسد «الغبطة» الذي يدفع بالشخص إلى التشبه بالمحسود؛ من خلال العمل الجاد، كي يتمكن من امتلاك ما يملكه الاخر.
لا يمكنك أن تكون سعيداً وحاسداً بنفس الوقت ، الحسد أول خطيئة ظهرت في السماوات، وأول معصية حدثت في الأرض ، الأنانية تولّد الحسد، والحسد يولّد البغضاء ، والبغضاء تولّد الاختلاف، والاختلاف يولّد الفرقة، والفرقة تولد الضعف، والضعف يولّد الذل، و الذل يولّد زوال الدولة، وزوال النعمة، وهلاك الأمة ، بعض الأدباء يقول: ما رأيت ظالِمًا أشبه بِمَظلومٍ مِن الْحَسُود، نَفَس دائم، وهَمّ لازِم، وقلب هائم.
الجميع يشعر بالغيرة وبالحسد بين حين وآخر، فهي مشاعر طبيعية بشرية. ولكن الغالبية يمكنها التحكم بمستويات هذه المشاعر وحدتها، وبالتالي لا تتحول إلى ما هو مرضي وسلبي وعدواني، قال الفيلسوف الشهير بيرتراند راسل أن الحسد أحد أقوى أسباب التعاسة ولا تقتصر التعاسة على الشخص الحاسد بسبب حسده. بل قد تصل إلى الرغبة في إلحاق مصائب بالآخرين. على الرغم من الحسد غالبًا ما يعتبر صفة سلبية. إلا أن راسل يؤمن أن الحسد هو القوة الدافعة نحو تطبيق مفهوم الديموقراطية وذلك لتحقيق نظام اجتماعي أكثر عدلًا ومساواة. مؤخرًا اقترح علماء النفس أن الحسد بشكل عام يقسم إلى حسد ضار وحسد إيجابي يشكل قوة محفزة إيجابية .
قال صلى الله عليه وسلم ( دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء ) .