علي مظفر
هل كانوا تحت وطأة الجهل أوالتجاهل، أو حسرة على إحباط ماتمنوا، أو ضاقت بهم السبل وأفسدت فرحتهم الحكمة؟
تعليق العمرة له مايسنده وإن لم يكن فالمصلحة والمسؤولية تقتضي الحفاظ على الأرواح والوقاية من انتشار الوباء.
يقول تعالى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود والتطهير مدلول واسع يشمل الحسي والمعنوي وأساليب التطهير تتسع وفق متطلبات الأحوال وتطور الأوضاع.
وفي وصفه لمسجد قباء وقاصديه اكتفى بقوله:فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين.
وقد أرشدنا الإسلام بكيفية التعامل مع الأوبئة وما يطلق عليه حاليا الحجر الصحي:إذا وقع الطاعون في بلد فلا تخرجوا منها ولا تدخلوا إليها… والوقاية من الأمراض واجبة بالأمر:فر من المجذوم فرارك من الأسد.والأخذ بالأسباب مطلب.
تخيلوا لو دخل مصاب بين تلك الحشود دون قصد أو من قنابلهم البشرية والألغام القذرة التي جهزها أسيادهم.
هؤلاء المرجفون يأكلون من خيرات هذا الوطن وينعمون بأمنه واستقراره ويدينون بالولاء والطاعة للعمائم وتهوي أفئدتهم إلى المراقد والأضرحة ويضحون بأرواحهم.
ماسر حصر المرض في العائدين من أيران؟ ولولا اكتشافهم ما أفصحوا! وكيف يسافرون إلى بلد تعرضنا من حكامها لكل أضناف الأذى؟ ويدخلونها ويخرجون منها دون أن تختم جوازاتهم؟ تلك الحالات المصابة صُدّرت إلينا كنوع من الحروب القذرة والأسلحة الجرثومية.
لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلاقليلا
أيها المتباكون ألم يتعرض الحرم لحملات تدمير وتعطيل الشعائر وقتل وإهانة وأين آذانكم عن صراخهم واستغاثاتهم؟ ألم تعودوا بذاكراتكم بعيدا وقريبا وتذكّروا الأجيال بها؟