مقباس العبيدان
من هنا نلج الحديث ” ذاب الثلج وبان المرج وقلّ الهرج ”
جميل بالمرء أن يعرف دوره وحجمه الحقيقي ، والجميل أن المشاهير اليوم قد عرفوا حجمهم ودورهم فتركوا الميدان وفسحوا الساحة وهذا يحسب لهم ونقطة تجيّر لصالحهم ، ولكن هناك إحتمال مؤكد هو الهروب والجُبن والخوف وهو ناتج عن عدم ثقة ومعرفتهم التامة بضحالة وتفاهة ما يقدمون .
لذا نجد أن أدوارهم وشخصياتهم تقزّمت وقت تحمّل المسؤلية، فقد ذاب الثلج وبان المرج وقل الهرج وفاقد الشيء لا يعطيه .
هذه العبارات الجميلة والتي حدثتنا عن الهروب الكبير والجماعي لهم والإختباء ، فقد نغز دبوس كرونا
تلك الأنا المتضخمة فانفجرت في أوجه المتابعين ( والفانز ) فتفرقوا عنهم لعلمهم في قرارة نفوسهم أن أدورهم لا تعدوا عن مهرجين وقت التسلية .
فقد تبخروا وذهبوا أدراج الرياح وتضائلوا وتقزموا أمام المسؤولية وبقي من يقف شامخاً كمن يصارع الأمواج والظروف من أجل البقاء فهم مؤمنين بالنصر واثقين من جهودهم متوكلين على ربّهم يؤثرون على نفوسهم ، يعلمون حدود قدراتهم وإمكاناتهم ومهاراتهم في إدارة الأزمات.
بقي الطبيب والممرض ليصارعوا ويكافحوا من أجل المجتمع، بقي الأستاذ الجامعي والمعلم ليتواصل مع طلابه ويعلم ويجد الحلول ليتواصل معهم عن بعد ويقدم لهم كل ما يملك ، بقي الجندي مرابطاً ساهر العين ، بقي رجل الأمن والمرور في الميدان وموظف البلدية والأمانة والتجارة يجوب الشوارع لينفذ تعليمات القيادة، بقي الرجال ربما يصعب عدّ مهامهم ونطاق مسؤولياتهم .
نافلة القول بقي الرجال بالساحة ممن يتحمل المسؤولية ! خرجوا بصمت بدون البحث عن الأضواء بدون كمرات وبدون تصوير ولسان حالهم يقول أتركوا لنا الساحة فنحن لها ، اليوم لا نسمع طنين ولا زعيق ولا نقيق ولا نعيق …
. وهذا يذكرني بقول الله ، عز وجلّ من قائل : {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض ﴾
أ/مقباس العبيدان
كاتب واكاديمي
التعليقات 2
2 pings
فردوس بخاري
22/03/2020 في 8:56 ص[3] رابط التعليق
جميل جدا كل الشكر والتقدير لك
ياسين سالم كاتب وصحفي سعودي
22/03/2020 في 9:02 ص[3] رابط التعليق
ماشاءالله تبارك الله مقال كُتب بماء الذهب
بالفعل أبطال السوشال ميديا واقرانهم من أصحاب الرقصات الغربية او رجال الأعمال وحتى المهايطيه من جماعة (علي الطلاق ان تقول تم) والخ ما وجدنا منهم من يقف بهذه الازمة بجانب الوطن وولاة الأمر ورجال الأمن والصحة.