أكدت القمة الخليجية الأميركية التي عقدت في الرياض، أمس، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أهمية عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وشددت على التعاون الخليجي الأميركي في وجه هذه التدخلات، فيما عرضت الولايات المتحدة إجراءات إضافية وتبادل المعلومات لدرء خطر الصواريخ الإيرانية، وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن تعمل الولايات المتحدة على منع تسليح إيران للمتمردين الحوثيين، وأكد أن بلاده تواصل العمل مع دول الخليج على مكافحة الإرهاب، وإحلال السلم في المنطقة العربية، مع ضمان انتقال سياسي في سوريا لا يشمل الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أنها تقدر المواقف الخليجية بسبب الاتفاق النووي الإيراني، وتؤكد التزامها بأمن دول الخليج.
ختام
واختتم قادة وملوك ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والرئيس الأميركي باراك أوباما، في قصر الدرعية بالرياض، أمس، أعمال القمة الخليجية الأميركية.
وترأس وفد الدولة في الاجتماع، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمة له في ختام القمة، باسمه وباسم قادة دول مجلس التعاون، عن شكره للرئيس الأميركي على حضوره هذه القمة. وقال إن القمة ستسهم في تعزيز التشاور والتعاون بين دول المجلس والولايات المتحدة.
وأشاد بالمباحثات البناءة وما تم التوصل إليه، مؤكداً حرص والتزام دول المجلس بتطوير العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة، خدمة للمصالح المشتركة وللأمن والسلم في المنطقة والعالم.
من جانبه، عبر الرئيس الأميركي عن شكره وتقديره لهذه القمة الناجحة، وقال: «في العام الماضي في كامب ديفيد، بنينا علاقة قوية ثنائية بشكل كلي، ورؤية مشتركة للسلام والرخاء»، داعياً إلى القيام بأكثر من ذلك، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستردع وتواجه أي عدوان على دول المجلس.
وأشار إلى أنه خلال قمة الأمس، تمت مراجعة التقدم الذي أحرز في كامب ديفيد، لافتاً إلى أن بلاده تحمي مصالحها في منطقة الخليج، وكذلك تحمي حلفاءها ضد أي اعتداء، قائلاً: «أكدت مجدداً سياسة الولايات المتحدة التي تقضي باستخدام كل عناصر قوتنا لتأمين مصالحنا الأساسية في منطقة الخليج، وردع ومواجهة أي عدوان خارجي على حلفائنا وشركائنا».
وأضاف: «نحن الآن قطعنا جميع السبل على إيران في سعيها للحصول على الأسلحة النووية حتى في هذا الاتفاق النووي، ولايزال لدينا بعض الشكوك المتحفظة تجاه التصرفات الإيرانية، وخاصة في ما يتعلق بقذائفها العابرة للقارات، وبحسب ما توصلنا إليه في قمة كامب ديفيد من العام الماضي وحتى الآن، فليس هناك أي دولة لها مصلحة في الدخول في نزاع أو صراع مع إيران».
محاربة «داعش»
وأضاف الرئيس الأميركي، أن جميع الزعماء ملتزمون بمحاربة تنظيم داعش وتهدئة الصراعات الإقليمية، وتناول في حديثه مخاوف دول الخليج المتعلقة بإيران. وقال: «حتى مع توقيع الاتفاق النووي، نحن نقر بشكل جماعي أننا مازال لدينا مخاوف خطيرة بشأن تصرفات إيران».
واعتبر أن «ما ينطبق على الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ينطبق على جميع حلفائنا وأصدقائنا، وهو أن خلافات قد تحدث في أي لحظة». وشدد أوباما بعد القمة على أن «دول المجلس تعاونت بكثافة معنا في مكافحة الإرهاب، وتقليص تمويل الأنشطة الإرهابية».
وأردف: «سنبقى متحدين في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وسنسخر قواتنا الجوية والقوات الخاصة خلال التحالف الذي أنشأناه»، مؤكداً سعي الجميع إلى استقرار العراق من خلال تحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة.
اليمن وسوريا وليبيا
وفي ما يتعلق باليمن، أكد الرئيس الأميركي أن الهدف الذي يسعى إليه هو إيصال المساعدات الإنسانية قدر الإمكان إلى هناك، ومنع تسليح الحوثيين من قبل إيران.
وعبر أوباما عن التزام الولايات المتحدة بدعم القوات العراقية في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، رغم إشارته إلى بعض التحفظات على حكومة حيدر العبادي. وندد بخروقات النظام السوري ضد المدنيين، وقال: نعمل على إيجاد انتقال سياسي في سوريا لا يشمل الرئيس بشار الأسد.
وحيال الشأن الليبي، أوضح أوباما أنه اتفق مع قادة دول مجلس التعاون على تقديم الدعم البناء لهم، مؤكداً أن بلاده ستزيد من تعاونها مع دول المجلس التعاون الخليجي، مشدداً على أن دول المجلس لديها القدرة للدفاع عن نفسها.
ولفت إلى أنه يجب على الجميع أن يلتزم بالأعراف والقوانين الدولية وكذلك بالحوكمة واحترام حقوق الإنسان، مبيناً أن بلاده ستجري مع دول مجلس التعاون الخليجي حواراً اقتصادياً جديداً لتوفير فرص عمل للشباب.
وقال: «إذا رجعنا للعام الماضي فلقد أحرزنا كثيراً من التقدم، وبسبب الأعمال التي قمنا بها أصبحت دولنا أكثر أماناً ورخاء»، مؤكداً عمق الصداقة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. وعلى الصعيد الاقتصادي، قال أوباما، إن الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ستطلق حواراً اقتصادياً جديداً رفيع المستوى، مع التركيز على التكيف مع انخفاض أسعار النفط.