عندما دخلت محله يوم الخميس الماضي تفاجأت به وتفأجا هو أيضًا عندما رآني لكن سرعان ما انقلبت هذه الدهشة لدى كل منا إلى ابتسامة كونه زميلٌ سابقٌ في المرحلة الجامعية ، إنه الشاب إدريس أبوعوف الفقيه الذي شق طريقه بيده لكي يخلده له الزمن ، إن الإعاقة لا تمنع من صنع المعجزات وقهر المستحيل وكسب الرزق ، فهو يدير محله بنفسه وينسق الزهور بيديه بكل احترافية وإبداع، وعلى الرغم من صعوبة التنقل بين أرجاء محله لكن لم تثنيه الإعاقة عن مزاولة مهنته والتفرغ لطلبات زبائنه ومرتادي محله ، متمسكًا بالعزيمة والإصرار من أجل إثبات الذات وتحقيق الأمنيات ، وضاربًا بذلك أروع الأمثلة في الانتصار على الإعاقة ، في المقابل تحدث أبو عوف لخبر عاجل عن هذه التجربة وخوضه غمار العمل الحر قائلاً: ، إنها تجربة منحته القوة والاعتماد على النفس وأنه لاشيء مستحيل إذا كان هناك إصرار على تحقيق منحزٍ ذاتي وقال إنه استفاد من هذه التجربة وتعرف على عالم وأسرار تنسيق الزهور ودعا أبوعوف في آخر حديثه بقية الشباب إلى الانخراط في مجال العمل الحر وعدم اليأس والاتكال واستغلال الفرص لتحقيق المراد بإذن الله.