للكاتب /عبدالله بن يحي الفيفي – جده
إستطاعت القوى الأقليمية إختراق مجلس التعاون الخليجي وتوظيف بعض دوله لصالحها ووصل الأمر أن تلك الدول أصبحت خناجر في خاصرة الخليج ومنطلقات لتفكيكه وإلحاق الضرر به ، والدول الخليجية التي واجهت هذه الإختراقات تم توظيف بعض شعوبها لتكون أيضا سموما في أوطانها .
منذ أكثر من خمسة عشر عاما ونحن نقرأ ونلاحظ أن سلطنة عمان تغرد خارج السرب الخليجي وتعارض إتحاده وهي متوافقة وتدور في فلك إيران وتجلى ذلك حينما قادت مفاوظات سرية بين أمريكا وإيران حتى إنتهى بالأتفاق النووي الذي يعاني منه الوطن العربي إلى يومنا هذا وكما كنا نسمع حينها أن سلطنة عمان ترفض العروض السعودية بالإستثمار في السواحل العمانية عسكريا وإقتصاديا وذلك كان مرفوضا إرضائا لإيران لأن هذه الإستثمارات السعودية كانت ستفقد مضيق هرمز أهميته الضاغطة على السعودية ودول الخليج الأخرى .
أما دولة قطر فلم تكن بعيده عن سياسة سلطنة عمان فمنذ إنقلاب الشيخ حمد بن خليفة على والده وعزله عن الحكم وقطر من حينها لاهم لها سوى أسقاط السعودية فسلطت إعلامها ضد السعودية وحكامها ومكوناتها وعلمائها وسياستها وإقتصادها ، وأرتمت قطر وتحالفت مع كل عدو للسعودية كإيران وتركيا وإسرائيل وإستمرت على ذلك إلى يومنا هذا .
أما البحرين والكويت فقد تم توظيف بعض أحزابها السنيه والشيعية ضد أوطانها وضد السعودية ، ففي البحرين وصل الحال بشيعته أن كادو يسقطون الحكم هناك بدعم من إيران لو لا لطف الله ثم تدخل قوات درع الجزيرة .
أما في الكويت فقد تنهاشته قوتين سنية إنبطحت لتركيا وشيعية أصبحو أدوات بيد إيران ووصل الحال أن وجدت الحكومة الكويتية مناطق مليئة بالأسلحة إستعدادا لساعة صفر تحدد في تركيا وإيران علاوة أن تلك الأحزاب إتحدت في العداء لسيدة الخليج السعودية .
حتى في السعودية للأسف تم التغرير ببعض مواطنيها فتمحور القليل منهم لصالح إيران والبعض إنخرطو مدافعين وممجدين لتركيا .
فدارت الأيام والصبر السعودي لم ينفذ وسياستها صاعده وإقتصادها في نمو وواجهت السعودية أكبر حملة تشويه في تاريخ الدول إجتمعت فيه كل الشياطين من قطر إلى إيران وتركيا وإسرائيل والغرب ، حتى ضنت الشعوب وبعض الحكام أن هذه الهجمة الشرسة وهذا الإصرار ستؤدي لسقوط السعودية ، ولكن الله تعالى أعاننا وحمانا من مما يخطط لنا ثم بحكمة وصبر ودهاء حكامنا تجاوزنا تلك المخططات وخرجنا منها أكثر قوة وثبات مسلحين بقوة الله ثم برؤية 2030 التي يرى فيها أعدائا قوة ونفوذ .
وأمام هذه الحقائق وعى وأدرك وإقتنع حكام الخليج وشعوبه بأن السعودية بفضل الله هي سندهم وهي حاميتهم وأدرك بعض حكام الخليج الذين جعلو من بلدانهم أدوات رخيصه بيد القوى الإقليمية أنهم خسروا كثيرا من ذلك .
فجائت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لدول مجلس التعاون لتترجم قناعة حكام وشعوب الخليج بمكانة السعودية لديهم وأهميتها السياسية والأقتصادية والعسكرية .
فخرجت الشعوب الخليجية لتعبر عن فرحتها بقدوم الأمير وأعتزازهم به بمشاعر أشبه ماتكون مبايعة له .
أما الحكام وطريقة أستقبالهم للأمير محمد بن سلمان فهي إعتراف واضح بمكانته وأهميته الإستراتيجية بالنسبة لدولهم وما الأوسمه الرفيعة التي حصل عليها ولي العهد من حكام الخليج إلا بمثابة تكريم لسموه على صموده وتجاوزه لتلك الحملات ومآربها ضد السعودية وبالتالي الخليج بأكمله .
وفي النهاية لايصح إلا الصحيح ولا تستطيع أي دولة إنتزاع مكانة السعودية الدينية والسياسية والاقتصادية وكما إستطاع ولي العهد لملمة مجلس التعاون ككتلة واحده هو زعيمها سيعمل مستقبلا بحول الله على إعادة بناء الدول العربية لتكون قادرة على التصدي لمؤامرات تفكيكها وتدميرها .