في حوار هام جدا وخاص لصحيفة “خبر عاجل” مع الشاعرة المغربية رشيدة بورزيكي ردا على الاتهامات الكاذبة لها باهانة مصر .
السيدة الاديبة والشاعرة المغربية رشيدة بورزيكي مرحبا بحضرتك فى حوار مفتوح معى لاجلاء الحقيقة حول بعض الاكاذيب التى اشاعها البعض عن حضرتك
مرحبا بك الأستاذ والمثقف الرصين سيد البالوي ومرحى بالحوار بخصوص هذا الموضوع القديم الجديد
س/في البداية هل حضرتك معى فى ان الشاعر او الاديب غير تابع لاى تيار سياسي وغير متلون
ج/الشعر الحقيقي بحاجة الى حرية ثقافية ونفسية واجتماعية ، والانتماء لاي تيار او حزب يضعه ضمن مساحة ضيقة ،تحاصره القيود والأغلال ، وقد يصير بوقا لحزبه أو جماعته أولونه شخصيا أنا مستقلة تماما عن أي حزب أو جماعة أو تيار ، بوصلتي إنسانيتي.
س/ تتفقين معي على اهمية دور التواصل الثقافي بين المثقفين العرب لعمل وحدة ثقافية عربية
ج/ الثقافة لحد الآن هي السبيل الأمثل لإحداث تغيير ذاتي طوعي في فكر الإنسان وسلوكه ، والتواصل الثقافي بين شعوبنا العربية سبيل أوحد لتحقيق الوحدة العربية التي راهنت عليها شعوبنا عقودا من الزمن .. فحري بأدبائنا وشعرائنا ومثقفينا أن يتجهوا نحو الالتفاف الجاد الهادف حول قضايانا المهمة ، ولعل أهمها تشكيل وجدان وفكر الإنسان العربي الذي بات تائها في دروب العولمة المتوحشة …التواصل الثقافي العربي – العربي ضروري لتعزيز المشترك الثقافي وطنيا و قوميا على نحو يعزز التماسك الوطني و القومي ويؤمن الوحدة الثقافية اللازمة لتحقيق الوحدة الوطنية/ القومية المنشودة . كذلك يفترض في التواصل الثقافي العربي- العربي أن يعزز تواصلية الثقافة العربية والتي من شأنها أن تشجع حركة التبادل بين أطراف المجتمع العربي في مختلف المجالات دعما للتكامل العربي الاقتصادي و التجاري والسياحى .. ونتمنى أن يحقق المثقفون والأدباء العرب ما لم يحققه غيرهم ، فيغدو وطننا العربي الكبير فضاء لقيم الجمال والحق والخير وقبول الاختلاف ..قد يراه البعض حلما بعيد المنال أو قصيدة حبلى بالأوهام ، لكن لنتذكر دوما أن المشاريع الكبرى كانت محض أحلام وأفكار.
س/ رغم قولك بانك غير تابعه لاى تيار يتهمك البعض بالاخونة ماهو ردك؟
ج/ شكرا أستاذ سيد لإثارتك هذا السؤال بشكل واضح ، فعلا هناك من نسبني قسرا لتيار الإخوان رغم كوني حريصة جدا على استقلالي عن اي تيار او حزب ، ويبدو أن بعض الأشخاص ديدنهم : إما معي أوضدي !! أنا إنسانة تبكي لمرأى طفل حزين ، أو امرأة مظلومة ، أو رجل قهره الزمان ..فلماذا يطالبوننا بكتمان انفعالاتنا ومشاعرنا الصادقة ، الرأي الحر لا يقف أمامه حاجز ولا قيد بل هو عصفور يمضي هائما نحو ما يؤمن به ولو كلفه حياته .. ربما اتهمت بكوني إخوانية حين أعلنت عن تضامني ، مع ضحايا رابعة ورفعت شعار التضامن على بروفايلي ، فهل كل من رفع الشارة كان إخوانيا واظن حتى وقتها لم يكن هناك قانون فى مصرنفسها يجرم هذا.
س/ هل تقبلي التدخل فى الشأن الداخلى المصري ام تحترمي رغبة الشعب المصري وقياداته؟
لطالما رفعنا شعارا رائعا : كل بلاد العرب أوطاني … أنا طفلة تحبو في دروب الحروف ، تعبر من خلالها عن رغبتها في السلام للعالم ، فكيف يتأتى لي أن أتدخل في الشأن المصري ؟ وما تأثيري أصلا ؟ هذا السؤال مرتبط تماما بسؤالكم السابق أستاذ سيد ، تعبيري عن موقفي الإنساني الصادق اعتبره البعض تدخلا في شأن مصر .. وهنا دعوة صادقة لبعض الإخوة الفضلاء : لتتسع رحابة صدوركم للاختلاف ، ولقبول الرأي الآخر فقد نختلف اليوم ونتفق غدا .. ومن هذا المنبر أعلن اعتزازي الكبير بأرض مصر الطيبة وشعبها العظيم ، لست ضد مصر ولا مع أحد ، أنا مع الإنسان وهو عنواني ، وحيث ما وجد الإنسان فثم أوطاني.
س/ ابلغنى بشكل صريح بعض مثقفي مصر بانك اهنت مصر وشعبها؟
ج/ بداية أعبر عن اعتزازي بأرض مصر الطيبة وشعبها العظيم ، أما الحقيقة فهي ليست غائبة لأن مواقفي معروفة وانحيازي للإنسانية جلي في كتاباتي ومواقفي ، أنا مستقلة تماما عن أي حزب أو جماعة أو تيار ، بوصلتي إنسانيتي وما يستخدمه البعض صكا للاتهام ، كان رد فعل منى على مشهد انسانى تفاعلت معه واثر فى كما أثر في كل ذي مروءة عبر العالم كله اما انا كما قلت لست مع او ضد اى نظام او تيار انا مع الانسانية والتقارب بين الشعوب.
س/ احزنك هذا التشوية ووضع الوقيعة بينك وبين الشعب المصري؟
ج/ حز في نفسي ان تأتي من أشخاص يفترض أن تحصنهم ثقافتهم وسعة أفقهم وإيمانهم بالاختلاف من الاتهامات الباطلة ، وتصنيف الإنسانية تيارا او جماعة!! .. وأذكر أن أديبا واحدا اقتحم نافذة دردشتي متوعدا ومهددا .. ومتهما .. دهشت حينها .. لكني اعتبرت الأمر بعد ذلك عصبية وحمية جاهلية لا علاقة لها بسمات التحضر التي تورثها الثقافة لمريديها.
فى النهاية بشكر حضرتك على هذه الاجابات الصريحة جدا والواضحة لكل صاحب لب وكل انسان يحترم ثقافات الغير ويحترم المشاعر الانسانية واطالبك بالتوقيع على هذا الحوار بالاسم والصفة والتاريخ.
التوقيع د: رشيدة بورزيكي
شاعرة واديبة وحقوقية
يوم الثلاثاء ٧ يونيه ٢٠١٦