أكد الدكتور أحمد بن علي علوش المدخلي أن المملكة العربية السعودية قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من ثلاثة قرون، حيث يعود تأسيس الدولة السعودية الأولى إلى منتصف سنة 1139هـ (1727م)، عندما جمع الإمام محمد بن سعود الناس في الدرعية، عاصمة الدولة الأولى، وأعلن أن أساس الدولة هو كتاب الله وسنة رسوله على منهج السلف الصالح مستشهدا بقول الله تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 20-21]، داعيًا إلى التأمل في هذه الآية التي تحث على النظر في عظمة الخلق وتاريخ الأمم.
وأوضح “د. المدخلي”أن الإمام محمد بن سعود عمل على نشر عقيدة التوحيد وقمع عقائد الشرك، استجابة لأمر الله وسنة نبيه، مشيرًا إلى أن الإسلام يقر الذكريات الحميدة التي تنصر المظلوم وتقيم العدل مستدلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في مسند الإمام أحمد عن حلف الفضول، حيث قال: “شهدت مع عمومتي حلفًا لو دُعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت”
وأضاف”د. المدخلي” أن هذا الحلف جاء لنصرة مظلوم من اليمن أمام العاص بن وائل، مما يعكس قيم العدالة التي تأسست عليها الدولة السعودية.
وأشار إلى أن الإمام محمد بن سعود وحد الدولة في سنة 1139هـ، واستمر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى وفاته سنة 1179هـ، ثم خلفه ابنه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، الذي نشأ نشأة شرعية، حيث كان ابن بنت الشيخ محمد بن عبد الوهاب، واشتهر بمجالس العلم في الدرعية حتى استشهاده سنة 1218هـ. وبعده تولى ابنه سعود الكبير، ثم عبد الله بن سعود، الذي أسقطت في عهده الدولة الأولى سنة 1233هـ ولم يطل الغياب، فعاد الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود سنة 1240هـ ليؤسس الدولة السعودية الثانية، واستمر الحكم في أبنائه حتى سنة 1309هـ، حيث كان آخر حكامها عبد الرحمن بن فيصل بن تركي وهاجر عبد الرحمن إلى قطر ثم الكويت، ومعه ابنه الملك عبد العزيز، الذي عاد إلى الرياض سنة 1319هـ وافتتحها، وبدأ بتوحيد شبه الجزيرة العربية حتى أعلن قيام المملكة العربية السعودية سنة 1351هـ (1932م) موكدًا أن الملك عبد العزيز حكم البلاد بكتاب الله وسنة رسوله على فهم السلف الصالح، واستمر ذلك في عهد أبنائه: الملك سعود، ثم فيصل، ثم خالد، ثم فهد الذي لُقّب بخادم الحرمين الشريفين، فالملك عبدالله حتى سنة 2015م.
وفي العهد الزاهر للملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، آلت ولاية العهد إلى الأمير محمد بن سلمان في ليلة القدر سنة 1438هـ (2017م)، بعد تنازل الأمير محمد بن نايف، حيث أطلق رؤية السعودية 2030 التي تشهد ثمارها البلاد اليوم.
وفي سنة 2022م، أصدر الملك سلمان أمرًا بجعل 22 فبراير يومًا للاحتفال بيوم التأسيس، ذكرى عطرة لما قدمه آل سعود منذ الدولة الأولى لخدمة الإسلام والمسلمين وتأمين الناس وفق الشريعة.
واختتم الدكتور “المدخلي” بدعاء أن يديم الله عز المملكة وبلاد المسلمين، وأن يعلى الحق وينصر أهله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
