أجرت صحيفة خبر عاجل لقاءاً مع إحدى المهتمات بذوي الاحتياجات الخاصة وممن كرست جهدها لخدمتهم والاهتمام بهم ضيفتنا في هذا اللقاء الشيق هي الأستاذة لينا عبدالله العجاجي مشرفة تدريب بالإدارة العامة للتدريب والابتعاث والتي حدثتنا عن هذه الفئة الغالية على قلوبنا واحتياجاتها فدعونا نبحر سوياً معها في هذا اللقاء :
– هل لنا ان نتعرف عن قرب على لينا العجاجي من هي وماذا تعمل من خلال شخصيتها ؟
– لينا عبدالله العجاجي مشرفة تدريب – الإدارة العامة للتدريب والابتعاث – الرياض ، ماجستير تربية خاصة – صعوبات تعلم , مديرة القسم النسائي للجمعية الخيرية لصعوبات التعلم سابقاً – مدربة وباحثة مع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة , متطوعة في العديد من المراكز الخاصة بالأطفال ذوي الإعاقة .
– كما نعلم أنكِ حاصلة على الماجستير بالتربية الخاصة فلماذا اخترتي هذا التخصص بالضبط ؟
أمر المؤمن كله خير , مشيئة الله هي التي ساقتني لهذا التخصص حيث في بداية المرحلة الجامعية اخترت اللغات والترجمة كتخصص أول ولم أستطع الاستمرار فيه , فحولت لقسم التربية الخاصة مسار صعوبات التعلم ولله الحمد والمنه تميزت فيه وكان هو مفتاح نجاحي .
– كيف ترين تعامل المجتمع بصفة عامة مع طلاب الاحتياجات الخاصة ؟
كمجتمع مسلم ولله الحمد يسوده الود والتكاتف والرحمه , نجد ذوي الإعاقة يلاقون حسن التعامل والتفهم ولكن غالباً ما يتم التعبير عنه بصورة غير محببه أو جارحة , وعليه يحتاج المجتمع للتوعية حتى يتمكن من تفهم ومساعدة ذوي الإعاقة بطريقة صحيحة .
– كيف يمكن أن يتعامل الاهل والمدرسة مع طالب او طالبة لديه صعوبة تعلم او اعاقة جسدية ؟
التعامل مع الطلبة ذوي صعوبات التعلم وكمختصة يحتاج إلى الكثير من الصبر و التفهم و المعرفة بالطرق الصحيحة للتعامل مع الحالة بدءً من تشخيص الحالة مروراً بوضع البرنامج التربوي المناسب للحالة إنتهاءً بتقديم الخدمات المساندة والخطط الانتقالية , وهذا يشمل طبعاً الوالدين و المدرسة ، أما فيما يختص بالإعاقة الجسدية وكأم أرى أن معرفة الوالدين بحقوقهم والتي كفلتها لهم الدولة من خلال القوانين و الأنظمة المُطبقة هو أول طريق النجاح لأبنائهم ذو الإعاقة , فمعرفة الحقوق تزيل الكثير من العقبات التي تواجه الأهل .
– هل أخذت هذه الفئة نصيبها من حقوقها التي لابد ان تمنح لها كالتعليم والترفيه والاحتياجات الشخصية ؟
حقوق ذوي الإعاقة وبفضل من الله موجودة ولكن الخلل في التطبيق إما بسبب الجهل أو عدم فهم النظام بالطريقة الصحيحة ..
– ماهي الحالات التي تتعامل لينا العجاجي معها ونود تعريفنا عن كل حالة ؟
في بداية مشواري الوظيفي كمعلمة تربية خاصة , استمتعت بالعمل مع طالبات ذوات صعوبات التعلم و ذويهم وبعد أن رزقني الله بإبنتي – نجد – وهي من فئة الإعاقة الحركية , اتسعت دائرة تعاملي مع الأهالي لتشمل من هم في مثل حالتها أو مشابه لها في بعض النواحي . حاولت المساعدة قدر المستطاع و نشر التوعية في المراكز ذات العلاقة . انضميت مؤخراً لفريق ( مُلهمات ) وهو فريق تطوعي يضم مختصات و ذوات إعاقة لتبادل الخبرات ..
– هل كان الاعلام سواء المقروء أو المسموع منصفاً لهم وما هو المأمول منهم ؟
للأسف نواجه إعلام مقصر جداً في تسليط الضوء على قضايا ذوي الإعاقة أو حتى في الإشادة بإنجازاتهم , نحتاج إلى إعلام متفتح , إعلام له رسالة وهدف , إعلام داعم , يقوم بدوره المُتوقع منه .
– هل يتم دمج ذوي الإعاقة مع أقرانهم ام يكونون في معزل عنهم ؟
انطلاقا من سياسة التعليم في المملكة والتي نصت في موادها من (54-57) ومن (188-194) على أن تعليم المتفوقين وذوو الإعاقة جزء لا يتجزأ من النظام التعليمي بالمملكة , ومواكبة للتطورات التي يشهدها مجال التربية الخاصة في المملكة , وإدراكا من وزارة التعليم لحجم المشكلة والتي تتمثل في أن حوالي (20%) من تلاميذ المدارس العادية قد يحتاجون لخدمات التربية الخاصة حسب ما هو معروف عالمياً، واقتناعاً من الوزارة بأهمية تقديم خدمات لتلك الفئات وما قد ينتج عنها من نقلة نوعية في العملية التربوية , فقد وضعت إستراتيجية تربوية تهدف إلى تفعيل دور المدارس العادية في مجال تربية وتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتوسيع نطاق دور معاهد التربية الخاصة ويستهدف الدمج في المملكة فئتين:
الفئة الأولى موجودة أصلا ضمن المدرسة العادية وتستفيد من برامجها التربوية، لكنها بحاجة الى خدمات التربية الخاصة: مثل الموهوبين والمتفوقين، وفئة صعوبات التعلم ، وفئة المعوقين جسمياً وحركياً ، وفئة ضعاف البصر، وفئة المضطربين سلوكياً وانفعالياً، وفئة المضطربين تواصلياً.
أما الفئة الثانية: فهي تدرس تقليدياً في معاهد التربية الخاصة، أو برامج الفصول الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية، لكنها تحتاج إلى الاندماج التام مع الأقران العاديين في المدرسة العادية مثل: فئة المكفوفين وضعاف السمع.
وحالياً تتوجه الوزارة لـ ( التعليم الشامل ) والذي يتبنى فكرة وجود جميع الأطفال ( عاديين و ذوي الإعاقة ) في المدرسة العادية وفي الفصل العادي .
– مراكز الاحتياجات الخاصة بالمملكة هل هي كافية للقيام بدورها لهذه الفئة ام أن هنالك نقص فيها ؟
للأسف هناك نقص كبير في المراكز التي تقد خدمات لذوي الإعاقة , نقص في توظيف الكوادر المؤهلة , نقص في نوعية الخدمات المُقدمة , الكثير من المراكز يغلب عليها الطابع الربحي والمتضرر الوحيد الطفل ذو الإعاقة .
– كلمة توجهينها للمجتمع – للمدرسة – للأسرة – لوسائل الاعلام ؟
ذوو الإعاقة لا يحتاجون للشفقة أو الرحمة , يحتاجون أن يعتمدوا على أنفسهم فهم قادرون بإذن الله على ذلك يحتاجون لبيئة داعمة لهم ولقدراتهم تقدر احتياجاتهم وتُسهل لهم حياتهم , بكل بساطة يطمحون لحياة كريمة مستقلة كأي فرد بالمجتمع .
– كلمة توجهينها لصحيفة خبر عاجل الإلكترونية ؟
أتقدم بجزيل الشكر ووافر الإمتنان لصحيفة خبر عاجل الإلكترونية ممثلة بمكتبها في الطائف على استضافتي كما أخص بالشكر الأستاذ / عواض الحارثي مدير تحرير الأخبار المحلية بالصحيفة مدير التحرير بالطائف مع تمنياتي لهم بمزيد من التقدم و النجاح .