مناجي أبوطالب الغبيشي
المسؤولية في أسمى معانيها ( قيمة إنسانية ) تُبْنى في أفئدة العقلاء المكلفون بخلافة الأرض وإعمارها ، تتجاوز مصلحة الفرد ونواتجه في الحياة الدنيا إلى علاقة القول والعمل بمن يستفيد ويَحْكم على قِيَم تلك المسؤولية والتكليف .
لقد جُبِلت فطرة الأنسان على الوفاء بالتزاماته ومسؤولياته وبذل قُصارى جهده نحوهما .
قال تعالى : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً.. إلى آخر الآية نحن المسؤولون عن أنفسنا وخاصتها ومحاسبون على ما نعمل تجاهها، كون هذه المسؤولية خاصة بأقوالنا وأفعالنا ومدى التزامنا بها، تؤطرها أخلاقنا وقِيَمنا واعتبار كل ناتج منا يؤول إلى المجتمع والناس ، وهم مَنْ يحكم على ما يصدر منا .
- نحن المسؤولون عن الالتزام بالدين ويجب أن ندرك مسؤولية كل مخالفة وأثرها علينا كعقوبة ، ونحن المسؤولون عن الأطر الأخلاقية وما نبني داخلها من قِيَم ومُثل يرتضيها الضمير .
- ومتى استشعرنا الأمانة ووجوب الالتزام بها لله عز وجل ثم البشرية جمعا حققنا و اجب الاخلاص وثقة الناس وتقديرهم ، وأفعمنا ضمائرنا بالسعادة في أعلى مراتبها .
حق علينا أن نستشعر هذه القيمة النبيلة ونجاذب أفئدتنا وعقولنا بها ، ونعي أدوارنا المؤقتة في الحياة الدنيا . ونُؤكد على إجابة السؤال المُلّح ؟
ماعملك ؟ وما المطلوب منك تجاه خالقك وتجاه خليقته ؟ دعوتنا لكل شاب فطن أن يبادر ويثابر ويصبر فالمسؤولية مطلب مُلح في حياة الأمم الناهضة نحو الكمال البشري في شتى مناحي الحياة الكريمة .