جمال عبدالله السعدي
لا يملك أهالي المدينة المنورة وأحبتها إلا توجيه الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي سمو أمير منطقة المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة الامير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله لدى إعلان مبادرة عالية المدينة محمية . خاصة بعد ازدياد الزحف العمراني وضياع الكثير من مزارع المدينة في مشاريع شق الطرقات وتحويل بعضها الى اراض سكنية .
فقد جاء إعلان "مبادرة عالية المدينة محمية طبيعية" بشرى تدخل البهجة والارتياح للنفوس واستقبله بكل الفخر أهالي المدينة المنورة و أحبتها ، نظرا لما تمثله هذه المنطقة تحديدا بالمدينة المنورة من ارتباط عاطفي تاريخي أثري لأهالي المدينة المنورة ففيها الكثير من الأحداث التي وردت في السيرة النبوية الشريفة ، إلى جانب ما تطرحه مزارع العالية من ثمار النخيل على أنواعه و الذي تميزت به المدينة المنورة التي فيها شفاء و تتمتع بالجودة والعناصر الغذائية كعجوة المدينة والروثانا وغيرها والتي تفوق مواصفاتها ماعداها من تمور حول العالم ، ويدعم ذلك أحاديث نبوية شريفة تناولت العجوة تحديدا .
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر" صحيح البخاري
وتشهد تمور المدينة المنورة إقبالاً من المواطنين والمقيمين والزوار الذين يحرصون خلال شهر رمضان المبارك خاصة على شراء التمور التي تشتهر بها مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، خاصة تمر العجوة.
و يحرص الزوار على شراء تمر العجوة بكميات كبيرة كهدايا قيمة عند عودتهم إلى أوطانهم.
و عالية المدينة من المواقع المباركة بالمدينة المنورة ،و تشتهر بمزارع النخيل و البساتين الغنية بالثمار من الفواكه والأثمار والرياحين والأزهار . و كذلك غنية الآبار العذبة منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
العالية من إسمها يتضح أنها المنطقة المرتفعة و تقع في الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية من المدينة المنورة في خط يمتد شرقاً من البقيع إلى حرة واقم وجنوباً بمحاذاة قباء وتشمل قربان والعوالي كما تسمى العالية أيضاً و العوالي، وقد تردد ذكرها في كتب التاريخ والسيرة النبوية الشريفة .
وجاء في كتب التاريخ أن "العَوَالِي: ضيعة عامرة بينها وبين المدينة ثلاثة أميال، وذلك أدناها، وقيل: أبعدُها ثمانية أميال، وهي محفوفةٌ بالحدائق ذات النخيل والخضرة اليانعة النضرة" . وتجري نحوها و حولها أشهر أودية المدينة المنورة كوادي بطحان والذي هو على ترعة من ترع الجنة الى جانب و وادي مذينيب والرانوناء.
ولا ننسى قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي حين جاء المدينة المنورة بحثا و ارتقابا وانتظارا لظهور نبي آخر الزمان في أرض ذات نخل وهذه اشارة صريحة لطبيعة وسمة وهوية المدينة المنورة بأنها " أرض ذات نخل " .
و حتى اليوم نجد في العوالي بستان و منزل الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه و التي كان بها قصة إسلامه وعتقه حيث اشترط مالكة ان يغرس ٣٠٠ نخلة، و ساهم صلى الله عليه وسلم وعدد من الصحابة بغرس النخل لعتقه ، و كذلك يوجد بستان مسجد مشربة أم إبراهيم ومسجده ومنزل أم إبراهيم مارية القبطية رضي الله عنها ، و بالعوالي ايضا العديد من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم كمزرعة سوالة والتي كانت من املاك الصحابي الجليل عبد الرحمن ابو عوف رضوان الله عليه ، كما يوجد في تلك المنطقة العديد من الآبار النبويةالمأثورة كبئر العهن وبئر ايرس و بئر غرس والفقير ومن المآثر مشربة أم إبراهيم ابن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالاضافة الى كل ذلك ما تتمتع به العالية من هواء عليل و أكثر صحة من غيرها من المناطق .
ويكفينا تعبيرا عن حب المدينة وثراها ما جاء في قصيدة دار الحبيب عبد الله البسكري حين يقول:
دار ُ الحبيب ِ أحقُّ أن تهواها
و تَحنُّ من طربٍ الى ذِكراها
وعلى الجفونِ إذا هممتَ بزورَةٍ
يا ابن الكرام ِ عليك أن تغشاها
فلأنتَ أنتَ إذا حللت بطيبةٍ
وظللت َ ترتعُ في ظِلال رُباها
مغنى الجمال من الخواطر ِ و التي
سلبت ْ قلوبَ العاشقين حلاها
لا تحسبِ المِسكَ الذَكيّ كتُربها
هيهاتَ أين المسكُ من رياها
طابت فان تبغي لطيب ٍ يا فتى
فأدم على الساعات لثم ثراهها
وابشر ففي الخبر الصحيح تقررا
إن الإلــه بطيبــــة سماها
و اختصها بالطيبين لطيبها
واختارها ودعا إلى سكناها
لا كالمدينةِ منزلٌ و كفى بها
شَرفاً حلول محمدٍ بفِناها
جمال بنت عبد الله
رئيسة رواق أديبات ومثقفات المدينة المنورة
التعليقات 1
1 pings
مروان قصاص
21/10/2018 في 9:30 م[3] رابط التعليق
بادرة موفقة وايجابية يشكر عليها الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وتؤكد حرص سموه الكريم على كل ما من شأنه الحفاظ على مكتسباتنا ويدعم جهود المزارعين وحماية اهم ما تشتهر به المدينة المنورة
شكرا استاذة جمال على الإشارة لهذه الخطوة وننتظر المزيد