العنود سعيد
مبدأ السلام هو منشد الإنسانية جمعاً وحق مشروع كفلته جميع الأديان السماوية جاءت شريعة محمد السمحاء وأكدت على هذا الحق الإنساني ومنحت حرية حقِّ الاعتقـاد، فلكلِّ ذي دِين دِينه ومذهبه: {لا إكراه في الدِّين} .
قد واجه الإسلام حملات شرسة بعد أحداث ١١ سبتمر وألصق أعدائه به التهم جزافاً محاولة منهم تشويه هذا الدين القويم الذى حمل مبدأ "الرفق والإحسان مع الإنسان والطير والحجر"
لم يُنزل الله كتابه المقدس ويرسل رسوله الكريم لتشقى تلك البشرية بل اُرسله رحمة ومحبة للعالمين .
واتسم منهج نبي الرحمة بالعدل حتى في قتاله مع أعداء الله، حيث قدم السلام على الحرب ايماننا بدور الإنسان في إعمار الأرض بالخير .
كما جعل الله تعالى أصل العلاقة بين المسلمين وغيرهم السلام، ونهى المسلمين عن حرب غيرهم إلا أن يعتدوا، فوضع الأساس في التعامل مع الغير بقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ".
ما اقبح التطرف والعنصرية لادين لها ولا وطن حينما يقدم شخص لمهاجمة أبرياء في دور عباداتهم بطريقة وحشية وبأبشع الطرق والتنكيل بهم و التخطيط والترصد لقتلهم فقط كل ذنبهم أنهم قدِموا لأداء عبادتهما فقط .
استيقظت نيوزيلندا الجمعة الماضية على تلك الجريمة البشعة واستيقظ معها العالم على دماء أولئك الضعفاء العزل الذين لم يحملو سلاحاً ولا فكراً بغيض يُقاتلُون به أي عقل وقلب يحمله قلب هؤلاء المجرمون .
لقد أدركت المملكة خطورة هذا الفكر المتعنصر المتطرف العفن على البشرية جمعاً فساهمت في إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار لربط أتباع الأديان والثقافات
والسعي لدفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة، والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع، وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب.
يؤكد المركز أن الدين، قوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون لتحقيق الخير للبشرية؛ حيث يعمل على معالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات، بما في ذلك التصدي لتبرير الاضطهاد والعنف والصراع باسم الدين وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش معاً.
وينطلق الحوار بين أتباع الأديان والثقافات على عدد من القواعد الهامه ابرزها:
الاعتراف بالاختلاف والتنوع في الرؤى والمفاهيم ، وبحرية التعبير وأن الحوار يعمل على إرساء ثقافة احترام التعدد والتنوع في هذا الكون، فالسلام بين البشر لا يكون بإلغاء الاختلاف بل باحترامها عن طريق الحوار.
وقد ساهم المركز بتقديم الوسائل الناجعة لمواجهة الكراهية والصراع الديني والثقافي وإرساء قواعد قبول الآخر واحترام معتقداته ومد جسور التواصل بغض النظر عن الأسباب التى دعت هذا الرجل لارتكاب جريمته الشنيعه لكنه لم يكن في تلك اللحظات يحمل مشاعر الإنسان الطبيعي .
على جميع دول العالم محاربة التطرف الفكري بشتى أنواعه وفرض أقسى العقوبات على من يموله أو يسانده أو يدعمه
فالجميع يجب أن يتصدى لمواجهته من اصغر مؤسسة تعليمية وهي "المدرسة" وإيضاح قبح هذا الفكر وأن الدين الإسلامي بريء منها براءة الذئب من دم يوسف وبيان سماحة الإسلام، وأنه جاء لخير الناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
وكذلك على الإعلام بكافة وسائله دور كبير لتعرية هذا الفكر الخبيث يجب أن يتسم الخطاب الديني بالاعتدال ورفض كافة أشكال الكراهية والعنصرية على المجتمع الدولي الالتزام بمسؤولياته واتخاذ كافة الاجراءات الأزمة وإصدار قوانين صارمة من شأنها حماية البشرية من هؤلاء المجرمين والقضاء على تلك الجرثومة التى أخذت تستشري في جسد الأمة
قد أحزننا كثير دماء أولئك الضحايا الأبرياء لكن عزاءنا أنهم شهداء بإذن الله .
حفظ الله بلادنا وأدام الأمن والأمان على بلاد الإسلام والمسلمين وكفانا شر الأشرار .