كورونا الجديدة ,أو كوفيد19 النسخة المستجدة من عائلة كورونا والتي تشمل كل فيروسات نزلات البرد، والالتهاب الرئوي، والسارس.
تلك العائلة التي تشترك في بنية خارجية موحدة لشكل الفيروس بنية تأخذ شكل "التاج"عند العرض بالمجهر الإلكتروني, وفي اللغة اللاتينية لغة المصطلحات العلمية يسمى "التاج" -كورونا- ولذلك سميت فيروسات هذه العائلة بكورونا.
وفيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسببُ المرض للحيوان والإنسان, ومنها مايتسبب في حالات عدوى الجهاز التنفسي التي تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة, إلى الأمراض الأشد ,وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية, والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس) , ويسبب فايروس كورونا المُكتشف مؤخرًا مرض فيروس كورونا كوفيد-19.
و "كوفيد-19" هو مرض معدٍ يسببه فايروس كورونا المُكتشف مؤخرًا. ولم يكن هناك أيُّ علمٍ بوجود هذا الفيروس وهذا المرض قبل اندلاع الفاشية في مدينة يوهان الصينية في ديسمبر 2019.
ومقالنا لن يتحدث عن كورونا بوجه الخصوص ,لكننا سنسعى وعلى جزئين في هذا المقال في محاولةٍ لمعرفة الأسباب وراء ظهور هذه الجوائح بين الفينة والأخرى ,بدءً بوباءالطاعون الأسود، الذي اجتاح أنحاء أوروبا بين عامي 1347 و1352 وتسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة.
مرورًا بجائحة إنفلونزا 1918م أو ما عرف بالإنفلونزا الأسبانية حيث تقدر الإحصائيات أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى, وأن ما بين 50 إلى 100 مليون شخصًا توفوا جراء الإصابة بالمرض.
وصولاً إلى "كوفيد 19" العام 2019م والتي تشير التقديرات لإصابة 3مليون حتى الآن ووفاة مايقارب الربع مليون حتى تاريخ إعداد هذا المقال .
غير متناسين ماتخلل هذه الجوائح العظمى من جوائح أفتك لكنها أقل انتشارًامن إنقلونزا الخنازير,إلى إنفلونزا الطيور,وسارس .
والسؤال هنا :لماذا هذه الجوائح التي تحصد البشر؟
ومن أين تأتي هذ الفيروسات؟
وهل هي مخلوقات قديمة أم خلق حديث؟
ولماذا كل مرة تظهر بصورة أكثر تطورًا وقدرة على مقاومة كل ماتوصل إليه البشر من مضاداتٍ وأمصال؟
سنحاول الإجابةمن منظور خاص يرتكز على بعد رابع في قراءة النصوص والموروث, لا يمس الجوهر,ولايهمل الواقع والعلوم .
قال تعالى في سورة الروم الآية 41(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعص الذي عملوا لعلهم يرجعون )
والآية هنا أعمُ ممايظنه البعض في أن المقصود بالفساد.... المعاصي التي يجترحها الانسان !
الفساد هنا هو "عدم صلاحية ما خلقه الله للإنسان للانتفاع به" بمعنى عدم الانتفاع بما خلقه الله وأوجده للبشرية من الرزق بسبب تدخل الإنسان وانحرافه ومخالفته لخالقه فلا أخلاقَ تردعه ولاإيمانَ بخالقٍ يمنعه.
فيرسل الله ما يمنع الانتفاع بخيرات الأرض أو البحر ,تمامًا كالغذاء المنتهي الصلاحية يقال عليه فاسدٌ "أي لم يعدْ ينفع للاستخدام الآدمي "بسبب سوء التخزين أو ..... كلها بسبب الإنسان وطمعه!
ومثلما ظهرت حمى الوادي المتصع فمنعت الانتفاع بلحوم الأغنام !!
وإنفلونزا الطيور منعت الإنتفاع بلحومِ الطيور !!
وغرقُ سفينة في البحر وتسرب النفط منها يمنع الانتفاع بأسماك ذلك البحر !!
وبقول أعم إن الله سخر هذا الكون للإنسان وأغدق عليه من فضله,معطيًا الإنسان درسًا عمليًا حين وضع أباهم آدم وأمهم حواء في الجنة وأمرهم أن يأكلوا وينعموا بكل مافي الجنة,وأن يبتعدوا عما نهاهم من أمر الشجرة,وإلا على الإنسان تحمل تبعات وعواقب تجاوزه الحدود (النواهي) التي حددها له سيده وخالقه!
اليوم يعيد الإنسان فعلته الأولى ,فظن بغرورٍ أنه سيد الخلائق وأنه ملكُ الأرض يستطيع بعلمه فعل مايشاء من التدخل في صفات الجنين قبل تكونه إلى إنتاج الثمار وقت يشاء بالشكل الذي يشاء ,فاستعبد الأرض بغرور علمه ونسي أنه عبد وله سيد يحكمه,فأرهق الأرض بنبش كل مافيها يدفعه الطمع وحب السيطرة !!
وأفسد السماء بفضلات مصانعه ورفاهيته فأفنى الخلائق وانقرضت منها أنواعٌ وفصائل!!
فكانت نتيجة حتمية أن يتدخل سيد الكون ويوقف هذا العبد الآبق ويذيقه نتاج ماصنعت يداه وماجره عليه غروره !
فظهر فساد المنافع لأهل اليابسة, فيرى الإنسان ضرع الناقة مدرًا بالحليب ويمنعه الخوف من مرض ما ظهر في الإبل كفيروس "كورونا" !!
فحرم الانتفاع به أي أصبح "فاسدًا" يضره شربه !!ويرى الدجاج أو البط أو الأوز أمامه وفي متناوله فيمنعه فيروس لايمكن رؤيته يسمى "إنفلونزا الطيور" لذة لحمه!!
فيلقي بملايين الطيور المعدة للبيع والأكل في البحر أو في حفرة في عميق الأرض لأن لحمها فسد بوجود ذلك الفيروس !!
وبسبب هذا الفساد ....منع الانتفاع بلحمها !!
كل هذا بسبب تدخل الإنسان وتجاوزه حدوده كعبد وجد لعبادة سيده لا السعي لتسخير الكون وتسيده !!
أربعة مليار ونيف هي عمر الكون يسير دون خطأ أو كوارث نعمت فيه المخلوقات بعطاء الخالق فعمرتْ الأرض بالنبات والحيوان, وإنسانٍ بدائي كل همه قوة يومه !!
فمضت الحياة على الارض تتسع للجميع دونما ضرر أو إضرار .
حتى ظهرت الثورة الصناعية الأولى والثانية في المائة عامٍ الأخيرة,وظهر الانفجار الحضاري في العقدين الأخيرين وما صحبه من ثورة في المعلومات والتكنولوجيا,وتخلي الإنسان عن العقائد وعبوديته لسيده,وجعل من الدين ثقافة ,ومن الحياة صراع قوة وعلم لحكم الأرض ومن عليها,فشيد مئات الآلاف من المصانع التي تنفث ملايين الأمتار المكعبة من السموم والأبخرة السامة في السماء,وزادت حدة التنافس والصراع على ملكية الأرض بين ما أسموه القوى العظمى,وانعدم العدل ليصبح منة بيد أصحاب القوة والمصلحة, فكان لازمًا أن يتذوق هذا العبد الآبق المتمرد وأن يجني ماصنعت يداه ,ويتذوق عقاب العبث بالخلق والكون,ويشرب من مرارة جهله وغروره.
فظهر فسادُ المنافع لأهل اليابسة فلا ينتفعون بثمار زروعهم التي أصبحت تسبب أخطر الأمراض وافتكها -السرطان - بأنواعه نتيجة الإفراط في المبيداتوالأسمدة,فخرجت ثمار مسرطنة تتسبب في الموت لا الحياة ,ففسدت الثمار ومنع الإنتفاع بها!!
وظهر فساد ثمار البحر نتيجةنفايات المصانع الملقاة في البحر ,أو غرق ناقلات النفط ,أو استخدام ماء البحر لتبريد المصانع فتنتقل سمومها للبحر ومخلوقاته ,فتصبح سامة خطرة على حياة الإنسان ,فاصبح السمك فاسد,والمحار قاتل فحرم انسان المدن الساحلية ومن يقتاتون بخراج البحر الانتفاع برزق البحر !!
الجزء(2).
من اوجد كورونا
وهل نسير نحو النهاية