تعافى سوق النفط من أسوأ أيامه على الإطلاق، حيث تجاوز سعر الخام الأمريكي 40 دولاراً للبرميل هذا الأسبوع.
ورغم تعافي سوق النفط من أسوأ أيامه التي تسببت فيها جائحة كورونا المستجدة(كوفيد19) وتجاوزه لحاجز 40 دولار، وذلك نتيجة لعودة الآمال
بحدوث انتعاش حاد في الاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا، بالإضافة لتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن الإنتاج،واتفاق أوبك وروسيا على موازنة الإنتاج لحين تخليص السوق من الشحنة السالبة بسبب كمية الفائض في السوق والذي هوى بأسعار النفط الى تقديرياً(-40) دولار!!
شئنا ام أبينا لن يعود الطلب على النفط إلى مستويات ما قبل كورونا اقله خلال الثلاث سنوات القادمة!
واسوا السيناريوهات لم يحدث بعد!!
فامريكا أكبر عجلة صناعية دخلت رسمياً في ركود إقتصادي بسبب كورونا!! والعالم لم يعبر بعد عنق زجاجة كورونا!
لست متشائم ولكن الحقائق تؤلم،فهناك سيناريو لم يدرجه احد ضمن خططه وحساباته في ركضهم نحو الفتح الكامل والرغبة المميتة لدول العالم الأول في عودة عجلة الأقتصاد للدوران والتي تقتات من ضرائبها!
سيناريو مرعب إذا ماوقع،وهو ماتتشكل بوادره في الافق من مواجهة موجة ثانية من إصابات فيروس كورونا قبل نهاية العام الحالي 2020م.
عندها سيدفع العالم ثمناً باهضاً لتسرّع الساسة في الدول الصناعية الكبرى،وهرولتهم خلف يورو او دولار!
وفي كل الحالتين لن تعود سوق النفط إلى ماقبل كورونا في القريب العاجل، وستحتاج
عملية إعادة التوازن وقتاً طويلاً، ولم يسجل التاريخ في أي مرحلة لأحداً إنتصاره على سوق النفط بضربة واحدة قاضية تعيده لمكانه!
التاريخ يخبرنا بأن النفط قد يدخل غيبوبة مميتة في ساعات......لكنه لا يتعافى إلا في سنوات!!!
وقد أحسنت حكومتنا في تخطيطها عندما أعادت نظرتها في الأعتماد على النفط كمصدر وحيد لموازنة الدولة،وشرعت في بناء رؤية تخلص لتنويع مداخيل الاقتصاد وتخفيف الاعتماد على النفط، وهي الخطوة التي ستجنبنا بعون الله تعالى الكارثة الاقتصادية القادمة كإحدى إفرزات الموجة الثانية لجائحة فيروس كورونا المستجدة فيما لو وقعت.