تباينت ردود الأفعال بعد إطلاق معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما جاء في ثنايا حديث معاليه مع أعضاء هيئة التدريس من المعلمين والمعلمات القدامى عندما وردت عبارة تصفُهم : "بالدَّقَّة القديمة" خلال حديثه عن التعليم .
وحينما نقف عند استخدام معاليه لعبارة: "الدّقّة القديمة" ، والتي قوبلت بعدم الرضا بل والسخط وأثارت حفيظة أكاديميين ومعلمين ومعلمات ، وجعلت البعض منهم يفسر ويؤول مجمل حديث معالي وزير التعليم، أنّ في تعبير معاليه انتقاصًا لحق المعلمين والمعلمات القُدامى ، وقدحا في مقدرتهم واستعدادهم التقني والتكنولوجي كونهم قدامى . والواقع أَنْ هذه التفسيرات لتعبير معاليه ليستْ في محلها ، وأنها مجرد حساسية لا داعي لها ؛ لأنني أستبعدُ أنا وغيري أَنْ يصدرَ من معاليه شيءٌ يسيءُ للمعلمين والمعلمات قديمهم وحديثهم ؛ لأننا حين نتابع ونقف وندقق في مجمل كلام معاليه من خلال الفيديو المتداول في مواقع التواصل الاجتماعي نجدُ أنّ تعبيره بتلك العبارة بدا ممزوجًا بابتسامةٍ سطعتْ من محيا معاليه ، بل على العكس أيضًا لأنّ ابتسامتَهُ تلك كان فيها حَظٌّ كبيرٌ لكل المعلمين والمعلمات القدامى ، وأنها أي ابتسامتَه لم تكنْ تحمل أي إساءة بل كانتْ متفجرةً بدلالات المداعبة الإيجابية التي تبينُ الأهمية الكبيرة التي يحملُها معاليه في قلبه الكبير والودود لكل المعلمين والمعلمات القدامىٰ الذين هم أساسُ هذا البناء والهرم ِ التعليمي المستنير ، وأنّ معاليه يعززُ كل التقدير والاحترام لجميع المعلمين قديمهم وحديثهم واهتمامه الكبير بهم كما يظهرُ ذلك بوضوح في جميع لقاءاته وأحاديثه في الصحافة والإعلام وفِي جميع وسائل التواصل الحديثة.
وأنا عندما أخصص هذا الموضوع في مقالي لهذا اليوم فإنني لاأقف مدافعًا عن معالي وزير التعليم بسبب تلك العبارة التي وردتْ في تعبيره واعتبرها البعض أنّ استخدام معاليه لذلك الوصف في حقِّ المعلمين القدامىٰ يُعَدُّ من التعبيرات "الزَّاحِطَةِ" التي انطلقتْ من فم ِ معاليه ، والحقُّ غيرُ ذلك كما بينتُ ، وأكرر بأنّ ذلك التعبير يُحسبُ لصالحهِ لا عليه كما يظن البعض ، ومن جهةٍ أخرى فإنّنا في زَمنِ الرقامة وعصرِ الشاشة والتقنية الحاسوبية التي اختصرت هذا العالم الكبير ودَلَقَتْهُ كلَّهُ بكامله في شريحةٍ صغيرة جدًّا لا تكادُ أَنْ تراها إِذَا سقطتْ من يدك على الأرض . أيضًا فإنَّ التقنيةَ الحديثة كما بينتُ بقدر اختصارها للعالم ِ والحياةِ على الوجه الذي ذكرتُ هي ليست صعبةً أو عقبةً كؤود كما يظنّ البعض ممن فسرَ سلبا أشعة ابتسامة معالي الوزير الوديعة وحَمَّلها ما لم يكنْ يرمي إليه معاليه ، بل إنّ هذه التقنية المتطورة تعد نعمةً كبيرةً وسهلةَ المنال وتزدادُ سهولةً كلما تعودَ الجميعُ عليها بالدربة والمران الذي ينتهي ويصلُ بممارسها إِلَىٰ درجة يؤدي وينهي جميع أعماله بضغطةِ زرٍّ واحدة .
وأخير أتوجهُ إِلَىٰ معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ الذي أحب مداعبة إخوانه وأخواته من المعلمين والمعلمات القُدامى : شكرًا من ينبوع ِ القلب لابتسامتك التي حملتْ كواكبنا كمعلمين قدامىٰ ، وأهالتِ الثقةَ الفائقة في مشاعرنا وقلوبنا . كما أتوجهُ إِلَىٰ الإخوة والأخوات من قدامىٰ المعلمين والمعلمات وأقولُ لهم : أعيدوا النظر ودققوا في مغزىٰ ابتسامةِ معاليه التي على ما تحملُه من حب وجمال لكل المعلمين القُدامى.
ودمتم سالمين