تردني بين فترة وأخرى بعض الشكاوي من قبل بعض الموظفين والتي يحملون فيها ألمهم وحزنهم من بعض المدراء ومايقومون به تجاه هؤلاء الموظفين، من أنواع التطفيش والتهميش والتنكيد ويودون مني أن أقوم بطرحها أمام الجميع بسبب مايجدونه من التعاملات القاسية والمؤلمة من مدرائهم.
وحين نقف عند هذا الموضوع وهذا الملف ومايقوم به هؤلاء المدراء سواءً الحكومية أومدارء الشركات من أعمال تبينُ للجميع بعد التقصي والمشاهدة في بعض الإدارات أن البعض من هؤلاء المدراء وهم قلة للأسف الشديد يفتقرون إلى كل الفنون الإدارية الناجحة والتي تؤهلهم إلى نجاح مؤسساتهم من خلال قيادة هذه المؤسسات، لأننا نعرف جيداً أن ربان أو قائد السفينة الذي لايحسن قيادة السفينة سوف يُغرقها ويُغرق كل من عليها والسبب عدم مهارة هذا القائد للسفينة كما هو الحال عند بعض مدراء الإدارات الحكومية أوغير الحكومية.
وحين نعود إلى الضوابط التي يتم بها اختيار المدراء فمن المؤكد أننا نعرفُ أن هذه الضوابط تفتقر إلى أهم هذه المقومات والتي تؤهل البعض منهم إلى القيادة وابرزها إفتقار البعض منهم إلى الفنون الإدارية، وهذا مطلب مهم جداً يجب على كل مدير أو قائد أن يكون ملماً بها، لكن البعض من المدراء للأسف الشديد اتخذوا من مناصبهم القوة في التسلط على الموظفين، أو من خلال التهميش والتطفيش والتنكيد والإقصاء، وخاصة مع الموظفين القدمى الذين يستخدمون معهم كل أنواع التطفيش والتهميش،ولا يأخذون بأرائهم المفيدة للعمل، وليس هذا فحسب بل يستخدمون صلاحياتهم ونفوذهم في إذائهم بحجة النظام، والنظام بعيد كل البعد عن مايقومون به فستحق البعض من هؤلاء المدراء أن يطلق عليهم وبكل جدارة بالعرفجيون والعنجهيون من خلال إصدار الأوامر والقرارات ويطلبون تنفذيها حتى لو جانبها الصواب.
ولهذا نقول لهؤلاء المدراء الذين يتصفون بهذه الصفات بأنكم سوف تفشلون في إدارة مؤسساتكم وإداراتكم بل أنه سوف يكون له التأثير السلبي في محيط العمل من إحباط الموظفين وبهذا سوف تقل إنتاجيتهم، بل وتخلقون العداوات لكم والسبب في ذلك أنتم لأنكم لاتملكون مقومات الفنون الإدارية التي تؤهلكم لقيادة هذه الإدارات التي سوف يحكم عليها بالفشل إذا لم تغيروا نهجكم في إدارة هذه الإدارات وتعاملكم، فالإدارة فن وتعامل وليس تسلط وإيذاء.
واختم مقالي بمقولة للدكتور والشاعر غازي القصيبي رحمه الله، والتي جاء فيها على الإداري أوالقائد الناجح أن يبدأ بتحفيز الآخرين عن طريق الحب والاحترام وأن تحبهم فتجعلهم يحبونك,وتحترمهم فتجعلهم يحترمونك، وتأكدوا بأنكم سوف تجدون كل رغباتكم قد تحققت والتي تصب في مصلحة العمل بإذن الله تعالى.
أما إذا تعذر الوصول إلى الهدف من هذا الطريق لك أن تلجأ إلى الإغراء والثواب، وعندما يفشل هذا المسعى, عندها فقط, لك أن تلجأ إلى آخرالعلاج:العقاب أو التلويح به،وليس كما يفعل بعض المدراء المتسلطون من استعراض عضلاتهم على الموظفين عندما يتسلمون هذه المناصب للأسف الشديد.
ودمتم سالمين