من المعروف لدى الجميع أن الذكريات الجميلة تظل عالقة في الأذهان بل ويتجدد طيفُها حينما يلوح ذكراها مع كل نسيم جميل ومع كل من نحبهم ونعشقهم من أهل وأصدقاء وأقارب بل وتظل هي الزاد الذي نتزود به عندما تعصف بنا الحياة ببعدهم عنا، فهي كأشعة الشمس تشعنا بالدفء على الرغم من البعد.
ففي جولة مع تجديد الذكريات مع الأخ الجميل والراقي والحبيب والقريب عطيف حمود دعاك، على حلة بشير والرح والقائم عصرية يوم أمس عادت بي ذكرياتي وهتز قلبي وعاد بي للوراء ما يزيد على ثلاثون عامًا من الذكريات استخرجها العشق والحب الذي يملىءُ قلبي لهذه الأماكن، فهي صورةٌ من صورِ الطبيعةِ الحية والبكرِ التي اكتملَ جمالُها البريءُ الذي يُعَانقُ الأضلاعَ بحرارةٍ ومحبةٍ وشوقٍ
فهي الأماكن التي يعشقُها القلبُ والبصر وخاصة عندما تكرمُها السماء بدَيْمَتِهَا الحنونة فتصبح آيةً من آياتِ الجمالِ الإلهي.
إنَّهَا أماكنُ حُفِرَتْ طفولتي بها وريعانِ شبابي ؛ فكانتْ للصيدِ والرحلةِ والرعي وهي مَهْبِطُ الذكرياتِ الجميلة وعشقي التي لاتفارق القلبَ والمُخَيِّلَة لذلك لم تكنْ رائحة طفولتي مفقودة ولا يمكن أنْ تكونَ مفقودة وخاصة عندما تسكب السماء ابتسامتَهَا مطرًا على هذه الأرضِ الحالمةِ ، وعندما تصطبغُ الأرضُ بهذا الجمال الطبيعي الذي جعلَ خيالي مثقلًا بأحلامِ الفنان ، وجعلني أتجهُ إلى طريقِ العودةِ إلى بيتي بعد أنْ بدأَ الغروبُ يهبطُ بِرِقَّةٍ وخِفَّةٍ على المكان فرفعتُ يدي ملوحًا بالوداعِ إلى العشق الذي بداخلي، ولبعضِ مَن لاقوني بحرارةٍ ودفءٍ أنبتتْ المحبة والاحترام لِمَنْ يسكنون في هذه الطبيعةِ الخلابةِ وأحسستُ بِأَنَّ ثمةَ جمالًا في لحظاتِ الوداعِ هذه التي سأفارقُها بشوقٍ لهذا الأماكن التي إحتفى بها قلبي عِدَّةَ ساعاتٍ رأيتُ أن أتوجَ بها مقالي لهذا اليوم الأسطوري الفريد إلى هذا العشق وهذه الذكريات الجميلة.
ودمتم سالمين