هكذا فجأة وبدون مقدمات أصبح الشخص العادي الذي ينام ويستيقظ ويأكل ويشرب مثلنا مشهوراً جداً ولديه مشاهدات بالملايين هكذا فجأة ... هل أصبحنا شعب يتبع اللاشيئ!!؟؟
هل من المعقول أننا صرنا نتابع الإعلانات ... هذه الإعلانات المدفوعة التي كنا في الماضي القريب نركض للمطبخ لنشرب كوب ماء أو لنحضر كيس شبس ونعود لمتابعة المسلسل شاكرين وجود تلك الإعلانات للوقت المستقطع التي لاتهمنا بل نستغل وجودها لكي نذهب غير مبالين بما فيها من منتجات وغيرها ... ... قد لا يناسبني ما يناسبك عزيزتي المشهورة حتى لو (زينتيه بفلتر) ... أتوقع أننا شعب لحد ما ندرك أنه ليس كل ما يلمع ذهب ..
لن أتحدث عن الباحثين عن الشهره والمهووسين بها سأتحدث عن من جعل منهم مشاهير بضغطة وبلمسة زر سحرية فقط، أنت يا عزيزي المتابع من ترفع من عدد مشاهداته اختر لنفسك شيئاً مفيداً.. لا يهمك الشخص الذي يأكل فأنت تأكل مثله، ولا الشخص الذي يلبس أفخم الماركات فهي لا تصنع الشخص نفسه أبداً، فقط فكر ما الذي ستستفيده من متابعة شخص عادي يمكنك أن تقضي وقتك مع عائلتك أو تمارس هوايتك أو تقرأ كتاباً.. صدقني هناك فائدة ورضى عن نفسك عندها.
المؤلم جداً في الأمر أن الطفولة اتخذته طريقاً آخر..
أنا لا أسميها شهره أبداً بل قتل الطفولة البريئة لجلب العدد الأكبر والحصيلة العظمى من المتابعة..ولا يهم حتى لو جُلبت كل الأعداد بالتندر والتهكم على طفل بريئ يمارس الحياة بعفوية الطفولة ولكن سرعان ما ستذوب هذه العفوية في وقت قصير في سبيل الشهرة وترسيخ هذا المعتقد الباطل في عقولهم الناصعة
.... لطفاً دعوهم يعيشون هذه اللحظات البريئة حتى لو لم تتوثق بالتصوير ستخلد في الذاكرة واللحظات الجميلة لن تتكرر حتى لو شاهدناها مِرار وقد لايعود الشعور ذاته ...
حياة الناس ويومياتهم لهم وحياتك لك لا تضيع منها حتى الثواني فكل شي أتى بسهولة يرحل أسرع مما تتوقع وأنا موقنة أن زمن مشاهير الإعلانات سيمضي ولن يعود.
أما الخسارات فهي كالوصمة لن تستطيع محوها.
الكاتبه #منى_الشهري