يصيبني با الاستغراب هذا الكم المتزايد من الصراع على الحياة وانواع ومتاعها ،على الرغم من أنه في كل يوم يظهر خواؤها وخداعها وزوالها !
كثيرون هم الذين يمشون بيننا وهم يضعون أقنعة باهية يخفون خلفها نفوسا معتلّة بالية. إنهم يبهرونك بقدرتهم على التمثيل، وبمهارتهم في إخفاء وجوههم الحقيقية الصدئة التي تقبع تحت تلك الأقنعة باهرة الجمال.
الأقنعة العاطفية، والأقنعة النفسية، والأقنعة الاجتماعية، كل هذه الأقنعة تفتك بالمجتمعات وتؤثر في العلاقات الإنسانية أكثر من تلك الأقنعة المادية الملموسة التي يضعها لص أو مجرم ليرتكب جريمة ما.
هناك أشخاص يعيشون تحت وهم التمثيل بالمشاعر والأخلاق يعيشون تحت وهم الأدوار بل ويخططون ليمارسوا هذا الفعل المشين في حق الآخرين، لأهداف وغايات محددة يضعونها نصب أعينهم، فإنهم مرضى لا أمل من شفائهم، لأنهم يعرفون حقيقة ما يفعلونه، ويقومون به مع سبق الإصرار والترصد، ويخدعون الآخرين عن علم ومعرفة واختيار لهذه الوسيلة دون غيرها للوصول إلى هدفهم، ربما لأنها الأسهل، وربما لأنها أكثر إمتاعا بالنسبة لهم!
كفى عن تمثيل المشاعر والأخلاق إلى متى هذه الأدوار والتزييف لكل فعل وإن طال أن ينكشف ويتضح ،أسدل الستار ؛ المسرحية إنتهت .
التعليقات 1
1 pings
Cavalier
06/11/2022 في 3:09 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع وجميل من الكاتبة المبدعة استاذة هناء وهي تصف الواقع بصورة سنمائية ومسرحية بحيث لا تمل من اعادة القراءة وفي كل مره تقرأه لا تنفك من اكتشاف بُعد جمالي وادبي وواقع فعلي نعيشه.
سلمت اناملك التي تنثر الادب اينما حلت.