لا يوجد إنسان على هذه الأرض سعيد مائة بالمائة؟ ولا يوجد من لم يمر بكرب أو ألم أو حزن أو مر بتجارب صعبة فكلنا ذلك الشخص فلذلك نبحث في أهلنا في قروبنا عن هذه المشكلة إن لم نتحرك فتلك مصيبتنا ولاخير فينا.
وذلك عندما يقلق الإنسان ويزيد قلقه يشعر بالكرب وتصبح الحياة من دون طعم ويحبط ويكتئب ثم يهرب بالانزواء أو بمحاولات الخروج من هذه الحياة وإلى عزلة تامة وهذا غير منطقي نعم صح الإنسان يحتاج في فترات من حياته إلى أن ينعزل من أجل أن يتأمل ويعيد ترتيب أوراقه وحساباته حول أفكاره ونفسه والمجتمع ولكن لفترة أو فترات بسيطة فالإنسان كائن اجتماعي وعليه واجبات ومسئوليات هي أحد مكونات وموارد السعادة والأمل فعليه أن يذهب لها ويبادر بصفاء ونقاوة قلبه. أخي القارئ إعلم إن الظروف التي لديك ولدي ولد الآخرين هي واحدة وكلنا نمر بها فهناك السعيد و التعيس والفاشل والناجح الاختلاف بينهم هي النظرة للأمور فهناك من يبتهج وهناك من يتشائم نصيحة لا تحمل الأمور كلها بجدية زائدة لا تظن أن الامور صعبة، فأنت بسماحتك قد تسهل امور مع الناس ولاتكن سبباً تعقد أمورهم وأمورك وتدخل في مراحل نفسية وانت في غنى عنها ولاتجعل طريق للشيطان أن يعينك،
وأخيراً إن أصابك أمر أخي القارئ فمن الله فهو قضاء وقدر قد قدره الله لك ليختبر إيمانك، فلا تجزع ولا تدع بقلبك حقداً يمنعك من راحة البال وسامح من أساء إليك، بل حاول أن تحمل لهم بقلبك الخير، لأن ما تعود قلبك على حمله واحتوائه يمتلئ به جسدك. لا تحقد، ولا تحسد، فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك، والحسد ينهك القلب والعقل والجسد وإن جلست تفكر أن هذا هو السبب وهو ضرني والله ستتعب وقد يصيبك الضغط والسكر من تفكيرك وحينها لاساعة مندم فكر في صحتك والله لو طحت الفراش أنت الخسران نعم يزورك البعض ويخفف ألمك ولكن يبقى ندمك فلتكن قريب لإقربائك ؤأهلك فهم عزوتك وفكر بالأثر الإيحابي فيهم وليس العكس لأن المسلم يحسن الظن بالآخرين ويكظم غيظه، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
،فنصيحتي هي في مقالي هذا لا تحسد؛ فأنت لا يمكنك أن تكون سعيداً وحاسداً بنفس الوقت..! ولا تحقد؛ فأنت لا يمكنك أن تكون مرتاحاً وحاقداً بنفس الوقت.
إن الأشخاص الذين يشعرون بالسعادة لسعادة الآخرين، يتميزون بنقاء القلب وعلوّ الإنسانية والتسامح وصدق المشاعر.. فتراهم يتمتعون بصحة جسدية واضحة وصحة نفسية غامرة، وهم غالباً من الأشخاص الذين يتمتعون برؤية إيجابية للحياة والناس والأشياء من حولهم..وتذكر أن التفكير بالهموم والمشاعر السلبية ينهكان الجسد ويضعفانه ويشعران الشخص بالفتور والوهن، بينما التفكير بالنعم والتفاؤل يزيدان من نشاط الجسم ويمدانه بالصحة الجيدة والقوة والعزيمة والحكمة..
وهذه حقائق تفهمها يامن نحبك الحزن يُضعف القلب، ويُوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، لذلك افرحوا واستبشروا وتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله، وثقوا بما عند الله، وتوكلوا عليه وكونوا راضين بالقضاء والقدر وستجدون السعادة والرضا في كل حال بإذن الله.
*همسة*
قال الإمام الشافعي:
لَمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ
أَرَحتُ نَفسي مِن هَمِّ العَداواتِ
إِنّي أُحَيّي عَدوّي عِندَ رُؤيَتِهِ
لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحِيّاتِ
وَأُظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغَضُهُ
كَما إِنّ قَد حَشى قَلبي مَوَدّاتِ
الناسُ داءٌ ودواءُ الناس قُرْبُهم وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمد نعيم بخاري
19/05/2021 في 1:05 ص[3] رابط التعليق
التسامح صفة الانسان المسلم
والانسان من النسيان فيجب ان ننسى السيئه
د. عاطف منشي
19/05/2021 في 5:09 ص[3] رابط التعليق
شكراً لك أخي الحبيب أبا ياسر على مقالك الجميل وكم نحن في حاجة إلى التسامح والصفاء والنقاء ولكن حاجتنا إلى العدل والإنصاف ورد الظالم والأخذ على يدِ السفيه هو مطلب وواجب شرعي وقد يكون فرض عين، فكم منّا وفينا من يتعدى على أهله وإخوانه وأقاربه ولحمته وبنو عمومته.. وحين نريد حلاً لهذه الكارثة الأخلاقية وللأسف المؤلم نذهب للمظلوم المُتعدى والمُفترى عليه المغلوب على أمره، ونطلب منه العفو والصفح والتسامح.. ونترك الظالم المعتدي يعيثُ في الأخلاق والآداب كل فسادٍ أمام نظر الجميع حتى يستمرئ الظلم والاستخفاف بالآخرين!!!
فيا من ينادي بالقيم والأخلاق النبيلة… خذوا على يدِ الظالم والمعتدي على الأخلاق والقيم فكم أرحامٍ تقطعت وبيوتٍ خُرِّبت بسبب السكوت على هؤلاء!! ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نأخذ على يدِ الظالم حيث قال:
(إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لطاعته وهداه واقتفاء هدي نبيه صلى الله عليه وسلم والحمدلله رب العالمين.
ايمن عطرجي
19/05/2021 في 8:52 ص[3] رابط التعليق
شكرا ابو ياسر نعم يجب على المسلم ان يتحلى بخلق التسامح مع الآخرين حتى يصفح الله عنا وتسود السعادة في المجتمع….رائع من روعة كاتب المقال
اسماعيل حداد
19/05/2021 في 4:56 م[3] رابط التعليق
صفات جميلة سهلة و صعبة في نفس الوقت لتصارع النفس على ترجيح الامور بين أخذ الحق و العفو و التسامح
و بين حب للغير ما تحبه لنفسك و بين الحقد و الحسد
أحمد نصر
20/05/2021 في 6:44 ص[3] رابط التعليق
باختصار : دع الملك للمالك
اللهم أشرح صدورنا أجمعين
عبدالرحمن علي آل جابر
22/05/2021 في 2:32 م[3] رابط التعليق
شكر الله لكم هذه الكلمات الطيبات النافعات المباركات