عبدالرحمن منشي
إن من أصعب لحظات الكتابة أو التعبير عندما يتعلق ألأمر في موضوع ألرحيل أو لفراق مكان أحببته خاصةً أثناء إقامتك لمدة38 سنة وتعتبرها كأنها رئتك ألتي تتنفس بها بطيبة أهلها وأرضها فهنا تتلعثم ألكلمات وتتبعثر ألحروف وتجف ألاقلام، وهذا ألذي حاصل معي، ولذلك إن قطار الأيام سريعة جدًا كما أنه يسير بنا في دروب طويلة جدًا فيمر بمحطات كثيرة، فتارة يمر بمحطة ألسعادة وتارة يمر بمحطة ألحزن، وأخرى يمر بمحطة ألفراق، وما أكثرها محطات ألحياة، نعم والله يمر قطار العمر سريعاً.. يطوف بنا في مدارات الحياة.. يسلك بنا دروبا شتى، في بحر الحياة لنسير ونمضي ونتمسك بالأحلام، والأمنيات نحط الرحال لعلى وعسى في سبيل الراحة والإستقرار فنصعد القمم، وأحياناً نتعرض لعدم الاستقرار فنهبط نصابر ونكابر..كل ذلك وسط دائرة الحياة وتقلباتها ومواجعها وأفراحها واتراحها ومستقرها وتغيرها وبين دنيا فيها من العبر كل ذلك لطلب الرزق، ولكن بعد هذا كله يأتي الرحيل فهي دنيا لا تدوم أبدًا.
نعم لايخفى على ألجميع أن سنة ألحياة تقوم على عدم ألخلود في هذه ألدنيا وأن هناك شيئ آخر مايسمى بالرحيل، وأن كل شىء مؤقت، مجهول ألبداية ومجهول ألنهاية، إنها دراما إنسانية يكتبها مالك الكون، وهو الخالق، بطريقته التى يشاء، وينهيها كيفما يشاء، فهو وحده ألذى لا يُسأل عما يفعل لأنه ألله ألخالق ألواحد ألقهار سبحانه وتعالى مدبر الكون.
فعلاً تجبرنا الدنيا على الإبتعاد والرحيل، ولكن هذا لن ينسينا أشخاص عرفناهم وتعلقنا بهم، فشكري وإحترامي إلى أهلي وعزوتي آل بن مبيريك ولاأنسى فضلهم بعد الله وإلى كل شخص كان مصدر إلهام ارتفعت معه معنوياتي، إلى كل شخص قدم لي درسًا زادت معه قوتي وخبراتي ومنهم الشيخ الوالد حمدان الهندي حفظه الله والوالد عبدالله بن حريب بمواقفه التى لا ينكرها إلآ جاحد، والاستاذ الفاضل سالم سليم الغانمي حفظه الله، والكثير والكثير منهم لاأنسى فضلهم من زملاء وأصدقاء ورؤساء العمل ووقفاتهم معي حتى بعد تقاعدي وشباب رابغ تجد كلٌ فيهم معناً للإخوة،، وأيضاً تحية وتقدير وإحترام لكل من سكنت معهم في العزبة لايُنسى تكاتفهم بمعنى روح الفريق الواحد، وإلى كل تلك المواقف ألتي علت معها فرحتي وضحكاتي، وأماكن محفورة بداخلي ولي الشرف أن اكون عضو في جمعيتين برابغ وهي: جمعية الهدى لمساعدة الحجاج بمحافظة رابغ وجمعية مشكاة للخدمات التعليمية والتثقفية.
فقلبي لا يزال معلقّ بمن أُحب وأعشق أرضها وخيرها نعم أتذكّرها مع كل هبّة نسيم تذكرني بالماضي، ولأجل أُصبر نفسي أقول لها ياليت الزّمان يعود، والّلقاء يبقى للأبد، ولكن مهما مضينا من سنين سيبقى الفراق هو الأنين، وستبقى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع وهذه سنة ألحياة فسبحان الله نحن كالطيور التي إغتربت عن موطنها لطلب رزقها ما كانت الأرض يوما وطنا لنا ولكن كنا ندور كدوار الفلك في هذه الحياة طلباً للرزق.
نعم اليوم نحن نعيش مع بعض، وغداً لا نعلم أين يكون كل واحد منا، فإن غبتُ عنكم تذكّروني بالخير ولا تنسوني،، فملخص مقالي لكل بدأية نهاية، ولكل لقاء فرأق، ولكل تلاق رحيل، ولكل جملة نقطة وقف.
فخلاصة المقال: فلتعلم أيها الإنسان أنك مهما امتلكت من أسباب الدنيا من مال وبنين، من عقارات وأملاك، لن يبقى لك من عملك إلا السيرة الطيبة والصدقة الجارية والولد الصالح يدعو لك بنية صافية، فأحسنوا التعامل مع الناس حتى لو تعايشتم معهم فترة بسيطة، فما أجمل أن يقال رحم اللـه فلاناً أو ذكره اللـه بخير، فقد كان كذا وكذا ويسرد صفاته الطيبة وأخلاقه الحسنة.
فما أجمل الدعاء وأصدقه عندما يأتي لك خالصاً لوجه اللـه من مكان غير المكان ومن زمان غير الزمان. أودع نفسي، وأودع مشاعري، وذكرياتي، الجميلة. نعم جاء اليوم الذي أقول لكم فيه وداعاً.
وداعاً لكل ما منكم وفيكم وإليكم، وخلاصة الحياة ما كان من إجتماع إلا وأعقبه فراق، هكذا قضَى الله وقدَّر، هذه هي ألحياة مهما أجتمعنا سنفترق قريبًا أو بعيدًا عاجلاً أو آجلاً، ولكننا نرجو ألله أن نجتمع إجتماعًا لا فراق بعده إخوانًا على سرر متقابلين في جنات ونهر في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر.
*همسة*
يااهل رابغ لكم في الذّكرى شجوني
من أجل حبي لها تدمع عيوني
فإذا طال الزّمان وزاد الفراق ولم تروني
فهذا كلامي به تذكّروني
فبدعوةً صادقة منكم لاتنسوني
التعليقات 20
20 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
د. عاطف منشي
29/12/2021 في 1:19 ص[3] رابط التعليق
هذا حال الدنيا أفراح وأحزان ولا تبقى سوى السمعة الطيبة والذكر الحسن، وأنت أبا ياسر أحبك أهل رابغ وأحببتهم فهم أناس طيبون وأنت أهلٌ لذلك الحب وكل خير.
يابن آدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه
وكن كما شئت فإنك ملاقيه
واعمل ماشئت فكما تُدين تُدان.
وفقك الله ورعاك وسدد خطاك.
محمد العمري
29/12/2021 في 1:35 ص[3] رابط التعليق
ابو ياسر نعم الصديق والأخ الوفي.. ذو القلب الحنون والاخلاق الرفيعه.. حفظك الله يا عبدالرحمن فاعمالك الخيريه لا تخفى على احد.. رفع الله مقامك ويسر امرك.
ابوالبراء
29/12/2021 في 4:33 ص[3] رابط التعليق
التقاعد يعتبر مرحله جديده للانسان وغالبا حياه جميله لو احسن استغلالها بذكر الله ووضع برنامج زيارات عائليه لتعويض مافات من تقصير ووضع برنامج يومي يقوم به مااجمل التفرغ لو كان ببرنامج كرتب
الله يوفقك في حياتك القادمه
سعيد الغامدي
29/12/2021 في 6:59 ص[3] رابط التعليق
كم انت رائع اخي عبدالرحمن ومعرفتك كنز تعلمنا منك الكثير فلك كل المحبة وصادق الدعوة بأن يحفظكم الله ويعلي مراتبكم في الدنيا والاخرة وان لا يحرمنا من كلامك وضحكاتك ودعائك الدائم لنا وارشاداتك التي تصب في مصالحنا
اخوك سعيد الغامدي (ابو اسامة)
إسماعيل حداد
29/12/2021 في 8:20 ص[3] رابط التعليق
رسالة جميلة و معبرة عن صدق المشاعر و الاحاسيس الرقيقة التي تعودنها منك يا ابا باسر
نسال الان التوفيق في المرحلة القادمة و السعادة بقرب الاهل و الاحفاد
ايمن احمد عطرجي
29/12/2021 في 8:46 ص[3] رابط التعليق
وفقك الله اخي ابوياسر يشهد الله كنت نعم الأخ والصديق الكريم الوفي للجميع اسأل الله ان يوفقك ويمتعك بالصحة والعافية وأن يجمعنا الله بك وبكل احبابنا في جنات النعيم.
سالم الغانمي
29/12/2021 في 9:02 ص[3] رابط التعليق
والنعم بك يا أبا ياسر والانتقال في مراحل الحياة من سنن الدنيا نسأل الله حسن الختام في كل الأحوال
ورابغ وطن وكيان
فأما السكن والوطن فكل بلاد الله واسعة ومتقاربة
وأما وجودك في مجتمع رابغ وكيانه فلا انفكاك عنه
ولا إقالة منه فأنت منهم وهم القوم والربع والأصدقاء والزملاء والعشيرة
وستدوم رابغيتك بحول الله ما عشت
وستبقى أياديك البيضاء وكلماتك النافعة مستمرة بإذن الله
وتستاهل كل خير وإكرام وللحديث بقية…
عبدالباسط قاري
29/12/2021 في 9:27 ص[3] رابط التعليق
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه انها الدنيا ليل ونهار صحة ومرض حياة وموت صغر وكبر لقاء وفراق الله يجمع شملنا في الدنيا والاخرة اوصيك بالصلاة و تقديم الخير في كل مكان فالمؤمن كالسحابة تمطر في كل مكان
حميدي الفارسي
29/12/2021 في 9:44 ص[3] رابط التعليق
اخي ورفيق دربي ابا ياسر لقد ابدعت في طرحك بعباراتك المسددة وتقف الكلمات عاجزه في لحظة الوداع، ولا يسعني إلا أن ادعو الله لك بالتوفيق في حياتك الجديدة بين اولادك ومحبيك وأتمنى من الله أن نجتمع في اقرب فرصة ومناسبات سعيدة باذن الله رايتك بيضا والكل يشهد لك بذلك
RK
29/12/2021 في 10:20 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع 👍
وفقك الله
أسعد بن سعيد النقيطي
29/12/2021 في 10:41 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ما شاء الله 38 عاما من العطاء و المحبه و سعة الصدر. وفقك الله يا أبا ياسر لمحبته و أتم عليك بفضله و رحمته و حياك الله معنا في حياة لايشوبها كدر و لا زعل ولا هم والحمدلله.
محبكم/ أسعد النقيطي
احمد القعيطي
29/12/2021 في 2:41 م[3] رابط التعليق
مقالة رائعة ابو ياسر – الله يوفقك دائما- السؤال واتمنى انك تجاوب عليه بمقالة من عندك-هل ممكن ان يكون الانسان في عمله بدون تقاعد الى نهاية عمره- تحياتي لك
ابو نواف عبدالله القحطاني
29/12/2021 في 5:00 م[3] رابط التعليق
الف مبروك التقاعد أخوي ابو ياسر وربي يوفقك في حياتك القادمة مقال رائع وجميل جمال روحك وفعلًا رابغ وأهلها الكرام لها ذكرى في قلوبنا جميعًا حفظك الله أينما حللت اخي ابوياسر
سالم الغانمي
30/12/2021 في 6:31 ص[3] رابط التعليق
وفقك الله يا أبا ياسر ونفع بك..
وشكر الله لك أياديك البيضاء وكتاباتك النافعة…
ورابغ سكن وكيان
فأما السكن فكل بلاد الله خير وليس بقعة في الأرض خير من مكة ولا أقدس منها مكانة
وأما رابغ ككيان مجتمعي فلا انفكاك من أواصره معكم ولا يقبل لكم عذرا ولا يعطي إقالة
فالعلاقات الطيبة والتعاون المثمر باق معكم ما زلنا على قيد الحياة وأسأل الله الله الكريم أن يجمعنا جميعا في جنات الفردوس إخوانا على سرر متقابلين..
دمت موفقا ومسدداً يا شيخ عبد الرحمن…
سعد الشيحه
30/12/2021 في 7:12 ص[3] رابط التعليق
عنْ أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ عن النبيِّ ﷺ قَالَ: لا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ
صحبناك فلم نر إلا مؤمنًا تقيًا
أخوك الصغير سعد الشيحه
سعيد الشيخي
31/12/2021 في 11:40 ص[3] رابط التعليق
ياحبيبي يابو ياسر والله انك من افضل ماقابلت في هذه الشركة ويعلم الله ان لك في القلب مكانة
عاليه
وفقك الله ياعزيزي ولكن لاتخاف اعرف منزلك سوف امر عليك اخر كل شهر لكي لايكون لك عذر من الوليمه
هههههنننهههه
استودعناك الله الذي لاتضيع ودائعه
عبدالرحمن منشي
02/01/2022 في 7:03 ص[3] رابط التعليق
جزاكم الله خير على الأطروحات الجميلة منكم وماهي مستغربه من أهل الثقافة
محسن السلمي
03/01/2022 في 9:28 م[3] رابط التعليق
لن تغيب عن دعاء الطيبين يا أبا ياسر إن شاء الله
أسأل الله العظيم أن يكتب لك الخير في الدنيا و الآخرة و أن يبارك لك في العمر و العمل…
لا وداع بين الأحبة يا أبا ياسر و إنما إلى لقاء قادم بإذن الله…
عايض الحربي
21/02/2022 في 5:02 م[3] رابط التعليق
مقال في منتهى الروعة والجمال، موفق أخونا ابو ياسر اينما حللت وجزيت خيرا على كلملتك الجميلة لأحبتنا في رابغ.. ونتمنى لك حياة جديدة وسعيدة ( حياة التقاعد)…
صالح عبدالملك عبد اللطيف فادان
22/02/2022 في 2:49 م[3] رابط التعليق
الصديق الوفي أبا ياسر
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
أهلا وسهلا بك في المرحلة التالية من مشوار الحياة فمرحلة مشوار العمل لا تنتهي وإنما هي مرحلة لتجديد النشاط لبدء مرحلة أشمل واشمل و أرحب في التفرغ لطاعة رب العباد و خدمة العباد فمثلك انت الفارس الشهم والاصيل في أعمال الخير وخدمة الإنسانية لن يترجل عن صهوة حصانه بكل يسر وسهلة . داعيا المولى سبحانه وتعالى أن يطيل في عمرك ويبارك لك في صحتك وأهل بيتك وأن يكونوا لك عونا وعزا بعد الله سبحانه وتعالى في تكملة مشوار الخير……امين